للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمَّا كان في سَنَة أرْبعين ظَهَرَ في البَلَدِ قَريبٌ ممَّا كان ظَهَرَ في أَيَّامِ الحَسَن من الاسْتِخْفافِ بالشَّرْعِ، فَعَاجَلَ الله إِسْمَاعِيلَ بالمَنِيَّة، وقَامَ بالأَمْرِ بَعْدَه ابْنُه مَعَدُّ أبو تَمِيم. ثم تُوفِّي مَعَدُّ بمَدينَة مصر في سَنَة <خَمْسٍ وستِّين وثلاث مائة>، وكان فَتَحَها في سَنَة <ثَمَانٍ وخَمْسِين وثلاث مائة>، وقَامَ بالأَمْرِ مَكَانَهُ ابْنُهُ يُزَارُ بن مَعَدّ ويُكنى أبا مَنْصُور (١).

ومن جِهَةٍ أخْرى على غير هذه الحِكايَة

كان عُبَيْدُ الله أَنْفَذَ في سَنَة سَبْعٍ وثَمانين أبا سَعِيدٍ الشَّعْرَانِي إِلى خُرَاسَان، فَمَوَّه على القُوَّادِ بذِكْرِ التَّشَيُّع، واسْتَغْوَى خَلْقًا كَثِيرًا. ثم مَاتَ فَخَلَفَه الحُسَيْنُ بن عليّ المَرْوَزِيّ، فتَمَكَّن هُنَاكَ جدًّا. ثم حَبَسَه نَصْرُ بن أحمد فمات في حَبْسِه، فخَلَفَه النَّسَفِيّ (٢)، واسْتَغْوَى نَصْرَ بن أحمد وأدْخَلَه في الدَّعْوَة، وأَغْرَمَه دِيَةَ المَرْوَزِيّ مائة وتسعة عَشْرَ دِينَارًا في كلِّ دينَارٍ ألف دِينَار، وزَعَمَ أَنَّه يُنْفِذها إلى صَاحِب المَغْرِب القَيِّم بالأمْر. فلَحِقَ نَصْرًا سَقَمٌ طَرَحَه على فِرَاشِه، ونَدِمَ على إجَابَتِهِ النَّسَفِيّ. فَأَظْهَرَ ذلك ومَاتَ، فَجَمَعَ ابْنُه نُوح بن نَصْر الفقهاء وأحْضَرَ النَّسَفِيّ، فَنَاظَرُوه وهَتَكُوه وفَضَحُوه، وعَثَرَ نُوحٌ على أربعين دِينَارًا من تيك الدَّنَانير، فقَتَلَ النَّسَفِيّ ورُؤَسَاء الدُّعاة ووُجوهَها من قُوَّادٍ نَصْر، ثمن دَخَلَ في الدُّعْوَة ومزقهم كُل مُمَزَّق.

حِكَايَةٌ أُخْرَى

أوَّلُ من قَدِمَ من بني القَدَّاح إلى الرَّيّ وأذربيجان وطَبَرِسْتَان، رَجُلٌ حَلَّاجُ


(١) راجع، المقريزي: اتعاظ الحنفا ٦١:١ - ١٧٢؛ أيمن فؤاد: الدولة الفاطمية في مصر ١٢١ - ١٠٧؛ F. DAFTARY، The Ismailis thir History and Doctrines، pp. ١٠٧ - ٨١ ، ومَوْضِعُ التأريخين بَيَاضٌ في الأصْل.
(٢) انظر فيما يلي ٦٧٣.