للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرْمَنُ وغَيْرُهُم

فأَمَّا الأَرْمَنُ فإنَّهم يَكْتُبُون في الأكْثَر بالرُّومِيَّة والعَرَبية، لقُرْبهم من البُلْدَان وكذلك كُتِبَت أنَاجِيلُهم بالرُّومِيَّة ولهم قَلَمٌ يُشْبه كِتَابَة الرُّومِيّ وليس هو الرُّومِيّ.

وأمَّا المُلُوكُ الذين في جَبَلِ القَبَقِ وفي سَفْحِه، وهم اللَّكْز والشِّرْوَان والزَّرْزَق، فلا قَلَمَ لهم، ولُغَتُهم تَشْتَرِكُ بالمُجاورة، ولكلِّ طَائِفَةٍ لُغَةٌ وعِبَارَتُهم مُخْتَلِفَةٌ، ونحن نَسْتَقْصي أَخْبَارَهم في مَوْضِعِه من الكِتاب.

الكَلَامُ على بَرْي الأَقْلَام

الأُممُ تَخْتَلِفُ في بَرْي أفلامها. فبريُ العِبْرَانِيّ في غَايَة التَّحْرِيف، وبَرْيُ السُّرْيَانِي مُحَرَّفٌ إلى اليَسَار، ورُبَّما كان إلى اليَمين، ورُبَّما قَلَبُوا القَلَمَ على ظَهْرِه، ورُبَّما شَقُّوا قَصَبَه وبَرَوْا ذلك النِّصْف وسَمَّوه صَلْبًا وكتبُوا به. وبَرْيُ الرُّوميّ مُحَرَّفٌ إلى اليَمِين شَدِيدُ التَّحْرِيف لأنَّه يُكْتَبُ به من اليَسَارِ إلى اليَمَين. وبَرْيُ الفارسي أنْ يكون سِنُّ قَلَمِه مُشَعَّثًا، إمَّا أن يكون شَعَّثَهُ الكاتِبُ بالأَرْضِ أو بأسْنَانِه حتى يحُسن به الخطّ، ورُبَّما كَتَبُوا بأسْفَل قَصَبَةٍ غير مَبْرِيَّة، ويُسَمُّونَ هذه الأُنبُوبة خَامًا وبها يَكْتُبُون الـ "هماه دياء"، وهي كُتُبُ الدِّيَانَة السِّيَاق وغيره. والصِّينُ يكتبون بالشَّعْر يَجْعَلُونه في رُؤُوسِ الأنَابِيبِ كما يَعْمَل المُصَوِّرُون. والعَرَب تَكْتُبُ بسَائِر الأقلام والبرَايَات والمعمُول على التَّحْرِيف الأيمن، والكُتَّابُ يَقُطُّون القَلَمَ غير مُحَرَّف (١).


(١) راجع عن تجهيز القَلَم وبَرْيه، القلقشندي: صبح الأعشى ٤٥٥:٢ - ٤٤٦٥؛ ديروش: المدخل إلى علم الكتاب المخطوط بالحرف العربي، نقله إلى العربية وقَدَّمَ له أيمن فؤاد سيد، لندن - مؤسسة =