ابن الجَرَّاح ويُكْنَى أبا عبد الله (١). ولم يُرَ في زَمَانِهِ أَفْضَلُ منه. ووَزَرَ لعبد الله بن المُعْتَزّ في يومَيّ خِلافَتِه. وكان عَالِمًا قد لَقِيَ النَّاسَ وأَخَذَ عن العُلَمَاءِ والفُصَحَاءِ والشُّعَرَاءِ. وكَتَبَ بخَطِّه ما لا يُحْصَى كَثْرَةً، وجَمِيعُ ما يَقَعُ بخَطِّه قد قَرَأَهُ وأَصْلَحَهُ. وظَهَرَ بعد فِتْنَةِ ابن المُعْتَزّ إِلى مُؤنِس (a) الخادِم وكان له قَدَمٌ في أَمْرِه، وخَانَه أبو الحَسَن بن الفُرَات فأشَارَ بقَتْلِه، فقُتِلَ وأَخْرِجَ فَطُرِحَ في سِقَايَةٍ على بَابٍ عند المأْمُونِيَّة (٢)، فحُمِلَ إلى مَنْزِلِه.
وله من الكُتُبِ: كِتَابُ "الوَرَقَة في أَخْبَارِ الشُّعَرَاء"(٣)[كَتَبَ به إلى ابن المُنَجِّم]. كِتَابُ "الشِّعر والشُّعَرَاء"، لَطِيف. "كِتَابُ مَنْ سُمِّيَ من الشُّعَرَاء عَمْرًا"[في الجَاهِلِية والإسلام]. "كِتَابُ الأَرْبَعَة" على مِثَالِ كِتَابِ أبي هِفَّان. ["كِتَابُ الوُزَرَاء](٤).