للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخْبَارُ ابن إِسْحَاق صَاحِبُ "السيرة"

أبو عبد الله محمَّد بن إِسْحَاق بن يَسَار (١)، مَطْعُونٌ عليه غير مَرْضِيّ الطَّريقَة. يُحكى أنَّ أمير المدينة رقي إليه أنَّ محمَّدًا يُغازِلُ النِّسَاءَ، فَأَمَرَ بإحضاره - وكانت له شَعْرَةٌ حَسَنَةٌ - فَرَفَّقَ رَأْسَه وضَرَبَه أَسْوَاطًا ونَهَاهُ عَن الجُلُوسِ في مُؤَخَّرِ المَسْجِد.

وكان حَسَنَ الوَجْه، يَرُوي عن فاطِمَة بنت المنذِر زَوْجَة هِشَام بن عُرْوَة، فبَلَغَ هِشَامًا ذلك فأنْكَرَهُ وقال: "متَى دَخَلَ إليها؟ ومتى سَمِعَ منها؟ ".

ويُقالُ كان يُعْمَلُ له الأَشْعَارُ ويُؤْتَى بها، ويُسْأَلُ أنْ يُدْخِلَها فِي كِتَابِه في "السِّيرَة" فيَفْعَل، فضَمَّنَ كِتَابَه من الأَشْعَارِ ما صَارَ به فَضِيحَةً عند رُوَاةِ الشِّعْر (a). وأخطأ في <كثيرٍ من> (b) النَّسَبِ الذي أَوْرَدَه في كِتَابِه، وكان يَحْمِلُ عن اليَهُودِ والنَّصَارَى


(a) عند ياقوت: رواة الأخبار والأشعار.
(b) إضافة من ياقوت.