للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم أَهْلُ مِلَّةٍ يُقَالُ لها الرَّاجْمَرتِيَّة

وهم شِيعَةُ المُلُوك. ومن سُنَّتِهم في دِينِهم مَعُونَة المُلُوك. قالوا: لأنَّ الخَالِقَ مَلَّكَهُم وإِنْ قُتِلْنَا فِي طَاعَتِهِم مَضَيْنَا إِلى الجَنَّة.

ومنهم أهْلُ مِلَّةٍ

من سُنّتِهِم أَنْ يُطَوِّلُوا شُعُورَهُم ويَفْتِلُونَها على وُجُوهِهِم، وجَمِيعُ جَوَانِب رُؤُسهم مَقْسُوم والشَّعْر على نَوَاحِي الرَّأْس بالسَّوَاء. ومن سُنَّتِهم أَنْ لا يَشْرَبُوا الخَمْر. ولهم جَبَلٌ، يُقَالُ له جُورْعَنْ، يَحُجُّونَ إِليه. فَإِذَا انْصَرَفُوا من حَجَّتِهم لم يَدْخُلُوا العُمْرَان في طَرِيقِهِم إِذَا انْصَرَفُوا. وإِنْ رَأَوُا امْرَأَة هَرَبُوا منها. ولهم في هذا الجَبَلِ الذي يَحُجُّون إليه بَيْتٌ عَظِيمٌ فيه صُورَة (a) .

مَذَاهِبُ <أهل> الصِّين وشَيءٌ من أَخْبَارِهِم

ما حَكَاهُ لي الرَّاهِبُ النَّجْرانِيُّ (١) الوَارِدُ من بَلَدِ الصِّين في سَنَة سَبْعٍ وسَبْعين وثلاث مائة. هذا الرَّجُلُ من أَهْلِ نَجْرَان، أنْفَذَهُ الجاثَلِيق منذ نحو سَبْع سنين إلى بَلَدِ الصِّين، وأَنْفَذ معه خَمْسة أناسٍ من النَّصَارَى ممن يقوم بأَمْرِ الدِّين، فعَادَ من الجَماعَة هذا الرَّاهِبُ وآخر بعد سِتِّ سِنين، فلَقِيتُه بدَارِ الرُّومِ (٢) وَرَاءَ البيعَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا شَابًّا حَسَنَ الهَيْئَة، قَلِيلَ الكلام إلَّا أنْ يُسْأَل، فَسَأَلْتُه عَمَّا خَرَجَ فيه وما


(a) بقية صفحة ٣١٧ ظ بياض ٢١ سطرًا وكل صفحة ٣١٨ و.