للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَاوِيَةً للأشْعَار والأخْبَار، شَاعِرًا مُحْسِنًا، قد أخَذَ عن إسْحَاق <بن إبراهيم> وشَاهَدَه. وله صَنْعَةٌ مُقَدَّمًا عند الخُلَفَاءِ، يَجْلِسُ بين يَدَيَّ أَسِرَّتهم ويُفْضُون إليه بأَسْرَارِهم ويأْمَنُونَه على أَخْبَارِهم.

وتُوفِّي سَنَة خَمْسٍ وسَبْعين ومائتين.

وله من الكُتُبِ: "كِتَابُ الشِّعْر والشُّعْرَاءِ القُدَمَاء والإسْلاميين" رَوَى فيه عن محمَّد بن سَلَّام، ومحمَّد بن عُمَر الجُرْجَانِيّ وغيرهما. كِتَابُ "أخْبَار إسْحَاق بن إبْراهيم". "كِتَابُ الطَّبِيخ" (١).

ابنُه أبو أحْمَد

يحيى بن عليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور (٢). وُلِدَ سَنَة إِحْدَى وأرْبَعين ومائتين ومات لَيْلَة الاثْنين لِثَلاثِ عَشْرَة لَيْلَةٍ خَلَت من شهر رَبيعٍ الأوَّل سَنَة ثلاث مائة؛ ونادَمَ المُوَفَّق ومَنْ بَعْده من الخُلَفَاء، وكان مُتَكلِّمًا مُعْتَزِلي المَذْهَب وله في ذلك كُتُبٌ كَثيرَة. وكان له مَجْلِسٌ يَحْضُره جَمَاعَةٌ من المُتَكَلِّمين بالحَضْرَة.

فمن كُتُبِه: كِتَابُ "البَاهِر في أخْبَار وأشْعَار شُعَرَاء مُخَضْرَمِي الدَّوْلَتَيْن" (٣)، ابْتَدَأَ فيه ببَشَّار وابن هَرْمَة وطُرَيْح وابن مَيَّادَة ومُسْلِم وإسْحَاق بن إبْراهيم وأبي هَفَّان ويَزيد بن الطَّثْرِيَه، وآخِر ما عَمِلَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة ولم يُتِمَّه وتَمَّمَه ابْنُه أبو الحَسَن أحمد بن يحيى، وعَزَمَ على أنْ يُضِيفَ إلى كِتَابِ أبيه سَائِرَ الشُّعَرَاء


(١) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ١٥: ١٤٤.
(٢) انظر في ترجمته المرزباني: نور القبس ٣٣٩ - ٣٤٠، معجم الشعراء ٤٩٣؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ١٦: ٣٤٠؛ ابن الأنباري: نزهة الألباء ٢٠٩؛ ياقوت الحموي: معجم الأُدباء ٢٠: ٢٨ - ٢٩؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٦: ١٩٨ - ٢٠١؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٤٠٥:١٣؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٨: ٢٢٤ - ٢٢٦.
(٣) وله كذلك كتابُ "النَّغَم في الموسيقي" نُشِرَ أكثر من مَرَّةٍ آخرها تحقيق غَطّاس عبد المَلِك خَشَبَة وصَدَرَ عن دار الكتب المصرية سنة ٢٠٠٨.