للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آذَار

يَصُومُونَ يَوْمَ الثَّامِن منه ثَلاثِين يَوْمًا للقَمَرِ، وفي عِشْرين منه، يَقْسِم الرَّئِيسُ خُبْزَ شَعِيرٍ على جَمَاعَتهم للارْيُس الإلَه، وهو المَرِّيخ.

وفي ثَلاثِين يَوْمًا منه، رَأس شَهْر التَّمْر - أعْنِي القَسْبَ (١) - وهو عُرْسُ الآلِهَة والإلَهَات ويَقْسِمُون فيه القَسْبَ ويُكَحْلُونَ فيه أَعْيُنَهم ويَدَعُون تحت المَخَاد التي تحت رُؤُسِهم في اللَّيْل سَبْع قَسْبَات باسْم السَّبْعَة الآلِهَة وكَسْرَة خُبْزٍ ومِلْح للإلَه الذي يَمَسّ البُطُون. ويَأْخُذُ الرَّئِيسُ من كلِّ وَاحِدٍ منهم لبَيْتِ المَال دِرْهَمَيْن.

ويَخْرُجُونَ في كُلِّ يَوْمِ سَبْعَة وعِشْرين من الشَّهْر أعْنِي شَهْرٍ الهِلَال - إلى دَيْرٍ لَهُم يُعْرَفُ بدَيْر كادِي، فَيَذْبَحُونَ ويَحْرِقُونَ إحْرَاقَات لسِين الإلَه، وهو القَمَر، ويَأْكُلُونَ ويَشْرَبُونَ.

ويَخْرُجُونَ في يَوْم ثماني وعِشْرين إلى قُبَّة الأُجْر ويَذْبَحُونَ ويَحْرِقُونَ خَرُوفًا ودِيُوكًا وفَرَارِيج كَثِيرَة للارْيُس (٢) الإلَه، وهو المَرِّيخ.

وإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَذْبَحُوا ذَبِيحَةً كَبِيرَةً مثل الزَّبْرَج - وهو فَحْلُ البَقَر - أو خَرُوف، يَصُبُّونَ عليه الخَمْر وهو حَيّ، فإنْ انْتَفَضَ قالوا: هذا قُرْبَانٌ يُتَقَبَّل، وإِنْ لم يَنْتَفِض قالوا: الإِلَهُ غَضْبَانٌ لا يَقْبَل هذا النَّذر. وسَبِيلُهُم في الذَّبِيحَة من أيِّ الحَيَوَان كان، أنْ يَقْطَعُوا رَأْسَه دَفْعَةً وَاحِدَةً، ثم يَتَأَمَّلُون عَيْنَيْه وحَرَكَتَهُما وفَمَه واضْطِرَابَه وكيف يَخْتَلِج، فيَزْجُرُون عليه ويَقْصِمُون ويَتَفَاءَلُون بما يَحْدُث ويكُون. وإذا أَرَادُوا إحْرَاقَ الحَيَوان الكَبِير، مثل البَقَرِ والغَنَمِ والدِّيُوك وهي أَحْيَاء، يَعْقِلُونَها بكَلالِيب وسَلاسِل ويَمُدُّه جَمَاعَةٌ منهم على النَّارِ مَن كلِّ نَاحِيَةٍ حتى يَحْتَرِق، وذلك عِنْدَهُم القُرْبَانُ الكَبِيرُ الذي يَجْمَع الآلِهَة والإلَهَات، ويَذْكُرُون أَنَّ هذه النُّجُومَ السَّبْعَة


(١) القَسْبُ. التَّمْرُ اليَابِس يتَفَتَّت في الفَم صُلْب النَّوَاة.
(٢) في الأصول: لهرمس والمثبت ممَّا تقدَّم.