مُلْتَزِمًا بنَشْرِه في مَجْمَع دِمَشْق الذي يَعُدُّ النَّشْرَ فيه تَشْرِيفًا لا يُثَابُ عليه". وللأسَفِ فقد دَثَرَ هذا العَمَلُ فيما دَثَرَ بَعْدَه (١)! [انظر فيما تقدم مقدمة الطَّبْعَة الثانية].
نَشْرَةُ رِضَا تَجَدُّد
اعْتَمَدَت هذه النَّشْرَةُ على النُّسْخَةِ المَنقُولَة من دُسْتُورِ المُؤَلِّف الذي كَتَبَهُ بخَطِّه، فاشْتَمَلَت بذلك لأوَّلِ مَرَّةٍ على أوَّلِ المَقَالَة الخَامِسَة الذي سَقَطَ من جَمِيعِ النُّسَخ الخَطِّيَّة التي اعْتَمَدَ عليها فليجل. وقَامَ بتحقيق هذه النَّشْرَة العالمُ الإيرانيّ رضا تَجَدُّد المعروف بـ "شَيْخ العراقين زَادَه" (١٨٨٦ - ١٢ مارس ١٩٧٣ م).
وكان يَهْدِفُ في البِدَايَة إلى عَمَلِ ترجمةٍ فارسية للـ "فِهْرِسْت" [فيما يلي ١٠١]، ولم يكن بين يديه آنَذَاك إلَّا الطَّبْعَة المصرية للكتاب، فلمَّا باشَرَ التَّرْجَمَة ضَاقَ ذَرْعًا بكثرة الأخْطَاء المُتَفَشِّيَة فيها، وعندئذٍ رأى ضَرُورَة الرُّجُوع إلى نَشْرَة فليجل. وعندما وَصَلَتْهُ هذه النَّشْرَةُ وَجَدَ أَنَّ الطَّبْعَة المصرية صُورَةٌ طِبْق الأصْل عنها، غير أنَّ الطَّبْعَة المصرية أهْمَلَت إثْباتَ الهَوَامِش والحَوَاشِي والتَّوْضِيحات المَوْجُودَة في نَشْرَة فليجل، وإنْ زَادَت عليها تكملةً صغيرةً غير موجودة في نَشْرَة فليجل. عندئذٍ عَزَمَ المرحوم رضا تجَدُّد على البَحْث عن نُسَخٍ خَطِّيَّة للكتاب، لكونها الأوْلَى بالاعْتِمَاد، فدَلَّه الأستاذ مجتبي مينوي والدكتور بايرد دودج على النُّسْخَة المنقولة من دُسْتُور المُؤَلِّف والمُوَزَّعَة بين مكتبتي شيستربيتي بدِبْلِن وشَهِيد علي باشا بإستانبول فاتَّخَذَها أصْلًا للنَّشْر وعَارَضَ بها نَشْرَة فليجل ليُبَيِّن أخْطاءَها، ورَمَزَ إلى ما فيها مخالِفًا للنُّسْخَة الخَطِّيَّة بالرمز (ف)، ووَضَعَ ما تَفَرَّدَت به النُّسْخَةُ
(١) إبراهيم شبوح: "الطَّنْجي، الطَّائر المحكي" في كتاب محمد بن تاويت الطنجي المُحَقِّق المغربي الموسوعي، القاهرة - مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية ٢٠٠٥، ٩ - ١٠، ومُقدِّمَة كتاب العِبَر لابن خلدون، تونس ٢٠٠٦، ٢٨ هـ ١.