للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَخْبَارُ السِّكِّيت وابْنِه يَعْقُوب

من خَطِّ ابن الكُوفِي: لمَّا مَاتَ الكِسَائِيُّ اجْتَمَعَ أَصْحَابُ الفَرَّاءِ وسَأَلُوه الجُلُوسَ لهم وقالُوا: "أنت أَعْلَمُنا"، فأبَى أَنْ يَفْعَل، فألَحُّوا عليه في ذلك بالمسألة، فأجَابَهم. واحْتَاجَ أَنْ يَعْرِفَ أَنْسَابَهم ليُرَتِّبَ كُلَّ رَجُلٍ منهم على قَدْرِ مَجْلِسِه. وكان ممَّن سأله عن نَسَبه، السِّكِّيت، فقال: "ما نَسَبُك؟ " فقال: "خُوزِيٌّ أَصْلَحَكَ الله، من قُرَى دَوْرَق من كُوَرِ الأَهْوَاز" (١). فبقي الفَرَّاءُ أَرْبَعين يومًا في بَيْتِه لا يَظْهَرُ لأَحَدٍ من أَصْحَابه. فسُئِل عن ذلك فقال: "سُبْحَانَ الله، أسْتَحيي من السِّكِّيت لأنِّي سألته عن نَسَبِه فَصَدَقَني عن ذلك وفيه بَعْضُ القُبْح" (٢)، وكان عالمًا.

وكان أبو العَبَّاس ثَعْلَب يَقُولُ: كان يَعْقُوبُ بن السِّكِّيت (٣) مُتَصَرِّفًا فِي أَنْوَاعِ العِلْم، وكان أبُوهُ رَجُلًا صَالِحًا وكان من أصْحَابِ الكِسَائِي، حَسَن المَعْرِفَة


(١) الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ١٦: ٣٩٨.
(٢) ابن خلكان: وفيات الأعيان ٦: ٣٩٦. وخُوزِي، نسبة إلى خُوزِسْتَان، إقْليمٌ بين البَصْرَة وبلاد فارس.
(٣) أبو يُوسُف يَعْقُوب بن إسْحاق بن السِّكِّيت البَغْدادي اللُّغَوي، انظر في ترجمته أبا الطيب: مراتب النحويين ١٥١ - ١٥٢؛ الزبيدي: طبقات النحويين واللغويين ٢٠٢ - ٢٠٤؛ المرزباني: نور القبس ٣١٩ - ٣٢٠؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السَّلام ١٦: ٣٩٧ - ٤٠٠؛ ابن الأنباري: نزهة الألباء ١٧٨ - ١٨٠؛ ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٢٠: ٥٠ - ٥٢؛ القفطي: إنباه الرواة ٤: ٥٠ - ٧٥؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٦: ٣٩٥ - ٤٠١؛ ابن عبد المجيد: إشارة التعيين ٣٨٦ - ٣٨٧؛ ابن فضل الله العمري: مسالك الأبصار ٧: ٣٧ - ٣٩؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٢: ١٦ - ١٩؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٨: ٤٧٤ - ٤٧٧؛ السيوطي: بغية الوعاة ٢: ٣٤٩؛ art. Ibn al - Sikkit IIl RED. El ٦٦٢ - ٩٦٥. pp ؛ مقدمة رمضان عبد التواب لكتاب "الحُرُوف التي يُتَكلَّم بها في غير موضعها"، حوليات كلية الآداب - جامعة عين شمس ١٢ =