للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاء المَذْكُورُون بعَمَل الرَّأْس والإكْسِير التَّام. وبعد هؤلاء ممَّن طَلَب هذا الأمْر فقَصَّرَ به العَجْزُ، فَحَصَلَ على الأَعْمَالِ البَرَّانِيَّة وهو كَثير. ونحن نَذْكُر بَعْضَهم في مَوْضِعِه، إِنْ شَاء الله.

خَالِدُ بن يَزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان إِسْلَامِيّ مُحْدَثٌ (١)

قال محمَّد بن إِسْحَاق: الذي عُنِيَ بِإخْرَاجِ كُتُبِ القُدَمَاءِ فِي الصَّنْعَةِ، خَالِدُ بن يَزِيد بن مُعَاوِيَة. وكان خَطِيبًا شَاعِرًا فَصِيحًا حَازِمًا ذا رَأْي، وهو أَوَّلُ من تُرْجِمَ له كُتُبُ الطِّبِّ والنُّجُوم وكُتُبُ الكِيمْيَاء وكان جَوَادًا (٢). يُقالُ إِنَّهُ قِيلَ له: لقد فَعَلْت أكْثَر شُغْلِك في طَلَبِ الصَّنْعَة، فقال خَالِدٌ: ما أَطْلُبُ بذَاكَ إِلَّا أَنْ أُغْنِي أَصْحَابِي وإخْوَاني، إنِّي طَمِعْتُ في الخِلافَةِ فَاخْتُزِلَت دُوني، فلم أجِد منها عِوَضًا إِلَّا أَنْ أَبْلُغَ آخِرَ هذه الصِّنَاعة، فلا أَحْوِجُ أَحَدًا - عَرَفَني يَوْمًا أَو عَرَفْتُه - إلى أَنْ يَقِفَ بِبَابِ سُلْطَانٍ رَغْبَةً أَو رَهْبَةً.


(١) الأمير الأُمَوِي خَالِدُ بن يَزيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، أوَّلُ عربي أصيل ذكرت المصادرُ العربية اشتغاله في مجالات العلوم الطبيعية المختلفة عامَّةً وعلم الصَّنْعَة خاصةً. وعَاشَ خَالِدُ في دِمشق حيث تُوفّي بها بعد سنة ١٠١ هـ / ٧١٩ م (راجع ابن قتيبة: المعارف ٣٥٢؛ ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٤٢٣٥:١١ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٢٢٤:٢ - ٢٢٦؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٤: ٣٨٢ - ٣٨٣، ٤١١:٩ - ٤١٢؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٣٠:١٣ - ٢٣٣؛ سعيد الديوجي: الأمير خالد بن يزيد، دمشق ١٩٥٣؛ M. ULMANN، "Khâlid Ibn Yazîd und die Alchemie. Eine Legend"، Der Islam ٥٥ (١٩٧٨)، pp. ١٨١ - ٢١٨; ID.، El art. Khâlid b. Yazid IV، pp.
(٢) الجاحظ: البيان والتبيين ١: ٣٢٨، وهو مصدر هذه العبارة التي اقتبسها النَّديم.