للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تشْرِينُ الأوَّل

في النِّصْفِ من هذا الشَّهْر يَعْمَلُون إحْرَاقَ الطَّعام للمَوْتى، وهو أَنْ يَشْتَرِي كُلُّ وَاحِدٍ منهم منْ كُلِّ شيءٍ يُؤْكَل مما وَجَدَ في السُّوق، من صُنُوفِ اللُّحُوم والفَوَاكِه الرَّطْبَة واليَابِسَة، ويَطْبُخُون أصْنَافَ الطَّبِيخ والحَلْوَاء، ثم يُحْرَقُ جَمِيعُ ذلك باللَّيْل للمَوْتَى، ويُحْرَقُ مع هذا الطَّعَام عَظْمٌ من فَخْذِ جَمَلٍ، ويُجْعَلُ ذَلِكَ لكَلْب الموذية حتى لا يَنْبَح على مَوْتَاهُم فَيَفْزَعُون.

ويَصُبُّون أيْضًا لَمَوْتَاهُم على النَّارِ خَمْرًا مَمزُوجًا لِيَشْرَبُوه كما يأكُلُونَ الطَّعَامَ المُحَرَّق.

تِشْرِينُ الثَّاني

يَصُومُون في أحد وعِشْرِين يَوْمًا منه تِسْعَة أَيَّامٍ، آخِرُها يوم تِسْعَة وعِشْرين لرَبِّ البَخْت، ويَفِتُّون في كلِّ لَيْلَةَ: الخُبز اللَّيِّنُ ويَخْلِطُون الشَّعِير والتِّين واللُّبَان والآس الرَّطْب، ويَرُشُّون عليه الزَّيت، ويَخْلِطُونَه ويُبَدِّدُونَه في مَنَازِلهم. ويَقُولُون: "يا طُرَّاق البَخْت هَاكُم خُبْزًا لكِلابِكُم، وشَعِيرًا وَتِبْنًا لَدَوَابَّكم، وزَيْتًا لسُرُوجِكم، وآسًا لأكالِيلِكُم، ادْخُلُوا بسَلامٍ واخْرُجُوا بسَلامٍ واتْرُكُوا لنا أجْرَةً حَسَنَةً ولأوْلَادِنَا".

كَانُونُ الأوَّل

في اليَوْم الرَّابِع منه، يَنْصُبُون قُبَّةً يُسَمُّونَها الخِدْر لبَلْتَى، وهي الزُّهْرَة الإلَهَة بَرْقِيَا، ويُسَمُونَها السُّحْمِيَّة، ويَنْصُبُون هذه القُبَّة على الرُّخَامَة التي في المِحْرَاب، ويُعَلِّقون عليها أصْنَافَ الفَاكِهَة والرَّيَاحِين والوَرْد الأَحْمَر اليَابِس والأُتْرُجّ والدستبويه وسَائِر ما يَقْدِرُون عليه من الفَاكِهَة اليَابِسَة والرَّطْبَة، ويَذْبَحُونَ الذَّبَائِح