للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخَدَعَ رَجُلًا يَهُودِيًا فَكَتَبَ له كُتُبَ الأنْبِيَاء والحُكَمَاء، واخْتَرَعَ لنَفْسِهِ مِلَّةً ودَعَا النَّاسَ إليها. وبنَوَاحِي طَيْسَفُونَ قَوْمٌ على مَذْهَبِه.

< مَقَالَةُ> (a) الأسُورِيين

وصَاحِبُهُم ورَئيسُهُم يُقَالُ له بِرْسَقْطِيري بن اسُوري. يَبْتَغُونَ الأَمْوَالَ والمَكَاسِب، ويُوَافِقُونَ اليَهُودَ في شَيْءٍ ويُخَالِفُونَهُم في شَيءٍ، ويُظْهِرُونَ مِلَّةَ عِيسَى.

مَقَالَةُ الأورْدُجِيين

هؤلاء القَوْمُ يُعَظِّمُون البَحْرَ، ويَقُولُون إنَّه هو القَدِيمُ الذي قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وإنَّه لمَّا خَبَّ، أَظْهَرَت رِيحُهُ زَبَدَهُ، فلمَّا رَأَتْهُ الرِّيحُ صَنَعَت منه مَسْكَنا وسَكَنَتْه، وبَاضَت سَبْعَ بَيْضَات. قال: فكان من تلك البَيْضَات السَّبْع، آلِهَةٌ سَبْع، ويُسَمُّونَ أَحَدَ الآلِهَة، النُّشَّابَة، لأنه زَعَمُوا: غاص في البَحْر، ثم خَرَجَ بسُرْعَة كما تَخْرُج النُّشَّابة. وقال: إِنَّه خَلَقَ كَوْثَرًا ويُعْرَفُ بالثَّلّ. وأَجْرَى في ذلك الثَّلّ نَهْرًا يُسَمّى الفُرَات العَظِيم، ثم غَرَسَ على ذَلِك الثَّلَّ سِدْرَة. قالُوا: وكان من البَيْضَات السَّبع، من إحْداها النُّشَّابَة، ومن الأخرى. المِرْيَاس السَّلِس، ومن الثَّالِثَة. اسروا. ومن الرَّابِعَة الثاح. ومن الخَامِسَة سَيِّدَة العَالَم. ومن السَّادِسَة الفتى. ومن السَّابِعَة اللَّيْل والنَّهَار. قال: فنزل الثَّاحُ على المِرْيَاس، وأَجْلَسَهُ، ثم أَنْشَأَ جَمِيعَ العَالَم بما فيه من تلك الأَشْيَاء.


(a) إضافة اقتضاها السياق.