للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحِسَابه" .. "كِتَابُ النَّفَقَات على الأقَارِب". كِتَابُ "أَحْكَام الوُقُوف".

"كِتَابُ ذَرْع الكَعْبَة والمَسْجِدِ والقَبْر" (١).

ابْنُ الثَّلْجِيّ

وهو أبو عبد الله محمَّدُ بن شُجَاعَ الثَّلْجِيّ (٢). مُبَرَّزٌ على نُظَرَائِه من أَهْلِ زَمَانِه. وكان فَقِيها وَرِعًا وثَباتًا على رَأيه، وهو الذي فَتَقَ فِقْهَ أَبي حَنِيفَة، واحْتَجَّ له وأَظْهَرَ عِلَلَه وقَوَّاهُ بالحديث وحَلَّاهُ في الصُّدُور. وكان من الوَاقِفَة فِي القُرْآنِ إِلَّا أَنَّهُ يَرَى رَأيَ أَهْلِ العَدْلِ والتَّوْحِيد.

قال محمَّدُ بن إِسْحَاق: قَرَأْتُ بخَطِّ ابن بَامَنْدَاذ، قال محمَّدُ بن شُجَاع، قال لي إسْحَاقُ بن إبراهيم المُصْعَبِيّ، وكان لي صَدِيقًا: دَعَاني أميرُ الْمُؤْمِنين فقال لي: "اخْتَر لي من الفُقَهَاءِ رَجُلًا قد كَتَبَ الحَدِيثَ وتَفَقَّه به مع الرَّأي، وليَكُن مَدِيدَ القَامَة جَمِيلَ الخِلْقَة خُرَاسَانِيّ الأصْل، من نَشْأَةِ دَوْلَتِنا ليُحَامِيَ على مُلْكِنا، حتى أُقَلِّدَه القَضَاءَ". قال، فقلتُ: "لا أَعْرِفُ رَجُلًا هذه صِفَتُه غير محمَّد بن شُجَاع وأنا أفَاوِضُهُ ذلك". قال: "فافْعَل، فَإِذَا أَجَابَكَ فصِرْ به إليَّ، فدُونَك يا أبا عبد الله". فقُلْتُ: "أَيُّها الأمير لَسْت إلى ذلك بمُحْتَاج، وإِنَّما يَصْلُحُ لأحَدِ ثَلاثَةٍ: لم يَكْتَسِب مَالًا أو جَاهًا أو ذكرًا، فأما أنا فمالي وَافِرٌ وأنا غَنيّ، وإنَّ الأميرَ ليُوَجِّه إليَّ بالمالِ لأفَرِّقَه ولو احْتَجْتُ إلى


(١) القرشي: الجواهر المضية ٢٣١:١ (عن النَّديم)؛ ابن قطلوبغا: تاج التراجم ٩٧ (عن النَّديم) F. SEZGIN، GASI، pp. ٤٣٦ - ٣٨
(٢) راجع في ترجمته الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام ٣: ٣١٥ - ٣١٨؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٣٧٩:٢ - ٣٨٠؛ القرشي: الجواهر المضية ١٧٣:٣ - ١٧٥؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ١٤٨:٣؛ ابن قطلوبغا: تاج التراجم ٢٤٢ - ٢٤٣؛ ابن حجر: تهذيب التهذيب ٢٢٠:٩ - ٢٢١.