للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو مَعْشَر

وهو أبو مَعْشَر جَعْفَرُ بن محمَّد <بن عُمَر> البَلْخِيّ (١). وكان أَوَّلًا من أَصْحَابِ الحَدِيث ومَنْزِلُه في الجَانِب الغَرْبي ببَابِ خُرَاسَان (٢). وكان يُضَاغِنُ الكِنْدِيّ ويُغْري العامة ويُشَنِّع عليه بعُلُوم الفَلاسِفَة، فدَسَّ عليه الكِنْدِيُّ مَنْ حَسَّنَ له النَّظَرَ في عُلُوم الحِسَابِ والهَنْدَسَة، فدَخَلَ في ذلك فلم تَكْمُل له، فعَدَلَ إلى عِلْمِ أَحْكامِ النُّجُوم وانْقَطَعَ شَرُّه عن الكِنْدِيّ بنَظَرِه في هذا العِلْم، لأنَّه من جِنْسِ عُلُوم الكِنْدِيّ. ويُقالُ إِنَّه تَعَلَّمَ النُّجُومَ بعد سَبْعٍ وأَرْبَعِينَ سَنَةً مِن عُمْرِه. وكان فَاضِلًا حَسَنَ الإصَابَة، وضَرَبَه المُسْتَعِينُ أَسْوَاطًا لأنَّه أَصَابَ في شيءٍ خَبَّرَ بكَوْنه قبل وَقتِه، فكان يقول: أَصَبْتُ فعُوقِبْتُ.

وتُوفِّي أبو مَعْشَر، وقد جَاوَزَ المائة، بوَاسِط يوم الأربعاء لليلتين بَقيتا من شَهْر رَمَضَان سَنَة اثنتين وسَبْعين ومائتين.

وله من الكُتُبِ: كِتَابُ "المَدْخَل الكَبِير" (٣)، ثَمَانِيَة فُصُول. كِتَابُ "المَدْخَل


= الكواكب فيه على مَذْهَب السِّنْدهِنْد، وتعاديلها على مَذْهَب بَطْلَمْيُوس، ومَيْل الشَّمْس على ما يُؤدِّي إليه الرَّصْدُ في زمانه. (التعريف بطبقات الأمم ٢٢٧؛ تاريخ الحكماء ٥٩؛ ٢٥٣. F. SEZGIN، GAS V، p).
(١) هو الذي عَرَفَهُ الغَرْبيون في العُصُور الوسطى باسْم ألبُمَاسر ALBOMASAR، راجع في ترجمته صاعدًا الأندلسي: التعريف بطبقات الأمم ٢٢٧ - ٢٢٨؛ القفطي: تاريخ الحكماء ١٥٢ - ١٥٥؛ ابن العبري: تاريخ مختصر الدول ١٤٩؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان ٣٥٨:١ - ٣٥٩؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ١٣٣:١١ - ١٣٥؛ CHARLES BURNETT، El art. Abû Ma'shar ٢٠٠٧ - ٣، pp. ٧٠ - ٧٥; DAVID PINGREE، DSB art. Abu Ma 'shar al-Balkh I، pp. ٣٢ - ٣٩؛ ودراسة. R LAMI، Abû Ma'shar and Latin Aristotelianism Beirut ١٩٦٢.
(٢) بابُ خُرَاسَان. كان يقع في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة المُدَوَّرة وهو قريبٌ من دِجْلَه (صالح أحمد العلي: بغداد مدينة السَّلام - الجانب الغربي ٣٤١:١ - ٣٤٢).
(٣) وَصَلَت إلينا نُسْخَةٌ عَتيقةٌ من كتاب =