للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"ومَا كان حَقِّيَ - وأنا وَاضِعٌ هذين الكِتَابَيْن في "خَلْقِ القُرْآن"، وهو المَعْنَى الذي يُكْبِرُه أميرُ المُؤْمنين ويُعِزُّه، وفي فَضْل ما بَيْن بني هَاشِم وعبد شَمْس ومَخْزُوم - إلَّا أنْ أقْعُد فَوْقَ السِّمَاكَيْن الأَعْزَل والرَّامِح، بل فَوْقَ العَيُوق، أو أَتَّجِرَ في الكِبْرِيت الأحْمَر وأقُودَ العَنْقَاء بزمَامِها إلى الملكِ الأَكْبَر" (١).

وماتَ الجَاحِظُ سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِين ومائتين في خِلافَةِ المُعْتَزِّ.

وله من الكُتُبِ:

"كِتَابُ الحَيَوَان"

والمَشْهُورُ أَنَّه سَبْعَةُ أجْزَاء، وأضَافَ إليه كِتَابًا آخَرَ سَمَّاهُ "كِتَابَ النِّسَاءِ"، وهو الفَرْقُ فيما بين الذَّكَرِ والأنْثَى، وكِتابًا آخَرَ سَمَّاهُ "كِتَابَ البِغَال" (a). ورَأَيْتُ أنا هذين الكِتَابين بخَطِّ زَكَريا بن يحيى بن سُلَيْمَان - ويُكْنَى أبا يحيى - وَرَّاق الجَاحِظ. وقد وأُضِيفَ إليه كِتَابٌ سَمَّوه "كِتَابَ الإِبِلِ" (b) لَيْسَ من كلام. الجَاحِظ ولا يُقارِبُه. وهذا الكِتَابُ ألَّفَه باسْم محمَّد بن عبد الملك الزَّيَّات (٢).

قال مَيْمُونُ بن هَارُون (٣)، قُلْتُ للجَاحِظ: "أَلَكَ بالبَصْرَةِ ضَيْعَةٌ؟ " فَتَبَسَّمَ وقال: "إِنَّما إناءٌ وجَارِيَةٌ، وجَارِيَةٌ تَخْدِمُها وخَادِمٌ وحِمَارٌ. أَهْدَيْتُ كِتَابَ "الحَيَوَان" إلى محمَّد بن عبد الملك فأعْطَاني خَمْسَة آلاف دِينَارٍ، وأَهْدَيْتُ كِتَابَ "البَيَان والتَّبْيين" إلى ابن أبي دُؤاد فأعْطَاني خَمْسَة آلاف دِينَارٍ، وأَهْدَيْتُ


(a) الأصْل بغير نقط، وعند ياقوت: كتاب النَّغل.
(b) في سير أعلام النبلاء: كتاب الجمال.