والذي تأدَّى إليَّ من أَمْرِ التُّرْك ما حَدَّثَني به أبو الحسن محمَّد بن الحسن بن أَشْنَاس، قال: حَدَّثَني حَمُّود حَرار التُّركي المُكليّ وكان من التُّوزُونِيَّة مُمَّن خَرَجَ عن بَلَدِه على كبَرٍ وتَنَقَّط، أنَّ مَلِكَ التُّرْكِ الأعْظَم إذا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلى مَلِكٍ من الأصَاغِرِ أَحْضَرَ وَزِيرَه وأَمَر بشَقٍّ نُشَّابَة ونَقَشَ الوَزِيرُ عليها نُقُوشًا يَعْرِفُها أَفَاضِلُ الأتراك، تدُلُّ على المعاني التي يُريدُها الملك، ويَعْرِفُها المُرْسَلُ إليه. وزَعَم أَنَّ النَّقْشَ اليَسِيرَ يَحْتَمِلُ المَعَانِي الكَثيرَة وإِنَّما يَفْعَلُون ذلك عند مُهَادَنَاتِهم ومُسَالَمَاتِهم وفي أوْقَاتِ حُرُوبهم أيضًا، وذَكَرَ أنَّ ذلك النُّشَّابَ المكتوب عليه يَحْتَفِظُون به ويَفُون من أجْلِه، والله أعلم.