للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشِّمَال إلى اليَمين، يُفَرِّقون بين كلِّ اسْمٍ منها بِثَلَاثِ نُقَطٍ يَنْقُطُونَها كالمُثلَّث بين حُرُوفِ الاسْمين.

وهذا مِثَالُ الحُرُوفِ وكَتَبْتُها من خِزَانَة المأمُون، غير الخَطّ:

حَرَفُ التَّاء والثَّاءِ وَاحِد، وحَرْفُ الرَّاءِ والزَّاي وَاحِد، وحَرْفُ الحَاءِ والخَاءِ واحد، وحَرْفُ العَينِ والغَينِ وَاحِد، وحَرْفُ الطَّاءِ والظَّاءِ وَاحِد.

الكلامُ على التُّرْكِ وما جَانَسَهُم

فأمَّا التُّرْكُ والبَلْغَرُ والبَلْغَار والبَرْغَزُ والخَزَرُ واللَّانُ وأَجْنَاسُ الصِّغَار الأعْيُن والمُفرِطي البَيَاض، فلا قَلَمَ لهم يُعْرَفُ سِوَى البَلْغَر والتِّبِت، فإنَّهم يَكْتُبُون بالصِّينيَّة والمَنَّانِيَّة، والخَزَرُ تَكْتُبُ بالعِبرانِيَّة.

والذي تأدَّى إليَّ من أَمْرِ التُّرْك ما حَدَّثَني به أبو الحسن محمَّد بن الحسن بن أَشْنَاس، قال: حَدَّثَني حَمُّود حَرار التُّركي المُكليّ وكان من التُّوزُونِيَّة مُمَّن خَرَجَ عن بَلَدِه على كبَرٍ وتَنَقَّط، أنَّ مَلِكَ التُّرْكِ الأعْظَم إذا أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلى مَلِكٍ من الأصَاغِرِ أَحْضَرَ وَزِيرَه وأَمَر بشَقٍّ نُشَّابَة ونَقَشَ الوَزِيرُ عليها نُقُوشًا يَعْرِفُها أَفَاضِلُ الأتراك، تدُلُّ على المعاني التي يُريدُها الملك، ويَعْرِفُها المُرْسَلُ إليه. وزَعَم أَنَّ النَّقْشَ اليَسِيرَ يَحْتَمِلُ المَعَانِي الكَثيرَة وإِنَّما يَفْعَلُون ذلك عند مُهَادَنَاتِهم ومُسَالَمَاتِهم وفي أوْقَاتِ حُرُوبهم أيضًا، وذَكَرَ أنَّ ذلك النُّشَّابَ المكتوب عليه يَحْتَفِظُون به ويَفُون من أجْلِه، والله أعلم.