للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسَيْبُون وجَنْبُون. قال: ومَعْنَى بَغْبُور بلُغَة الصِّين = ابن السَّمَاء، أي نَزَلَ من السَّماء (١). وكَذَا قَالَ لي جَيْكَى الصِّينيّ في سَنَة سِتٍّ وخَمْسِين وثَلاث مائة.

وسَأَلْتُ الرَّاهِبَ (a)

عن المَذْهَبِ، فقال: أَكْثَرُهُم ثَنَوِيَّة وسُمَنِيَّة (٢). قال: وعَامَّتُهم يَعْبُدُون المَلِك ويُعَظِّمُون صُورَتَهُ. ولها بَيْتٌ عَظِيمٌ في مَدِينَة بِغْرَان يكون نحو عَشْرَة آلاف ذِرَاع في مِثْلِهِ مَبْنِيّ بأنْوَاعِ الصَّخر والآجُرّ والذَّهَب والفِضَّة. وقبل الوُصُول إلى هذه، يُشَاهِدُ القَاصِدُ إليها أنْوَاعًا من الأصْنَام والتَّمَاثِيل والصُّوَر والتَّخَيُّلات التي تَبْهَر عَقْلَ مَنْ لا يَعْرِفُ كيف هِي وأيّ شيءٍ مَوْضُوعُها.

وقال لي: والله يا أبا الفَرَج إنَّهُ لو عَظْمَ أَحَدُنا، من النَّصَارَى واليَهُود والمُسْلِمِين، الله - جَلَّ اسْمُهُ - تَعْظِيمَ هؤلاء القَوْم لصُورَة مَلِكِهم فَضْلًا عن شَخص نَفْسِه، لأَنْزَلَ الله له القَطْرَ، فإِنَّهُم إِذَا شَاهَدُوهَا، وَقَعَ عليهم الأَفْكَلُ والرَّعْدَةُ والجَزَعُ حتى رُبَّما فَقَدَ الوَاحِدُ عَقْلَهُ أيَّامًا. قُلْتُ: ذَاكَ لاسْتِحْوَاذِ الشَّيْطَانِ على بَلَدِهِم وعلى جُمْلَتِهِم يَسْتَغْوِيهم ليُضِلَّهم عن سَبِيلِ الله. قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ ذلك.


(a) جُلدَت الورقة ٣١٨ و - ظ بعكس اتجاه النُّسْخَة، وجَاءَ في الطرف الداخلي الأيسر لصفحة ٣١٨ ظ: عورض. نهاية الكراسة الثانية والثلاثون.
(b) الأصل: إن.