واعْتَمَدَ جَمِيعُ هؤلاء المؤلِّفين - باسْتِثْنَاء خَلِيل بن أيْبَك الصَّفَدِيّ - على الأخصِّ، على المقالَتَيْن الخَامِسَة والسَّادِسَة، بينما اعْتَمَدَ أبو عبد الله الشِّبْلِيّ على الفَنِّ الثَّاني من المَقَالَة الثَّامِنَة، وكانت بحَوْزَة الذَّهَبِيّ وابن حَجَر ومن قَبْلِهما ابن أَنْجَب السَّاعِي نُسَخٌ تَشْتَمِلُ على المَقَالَةِ الخَامِسَة بَتَمَامِها.
واحْتَفَظَت خَزَائِنُ كُتُب مَدَارس القاهرة، في القرنين الثَّامن والتاسع للهجرة/ الرَّابع عشر والخامس عشر للميلاد، على الأقلِّ بثَلاثِ من نُسَخ "الفِهْرِست" التي وَصَلَت إلينا: النُّسْخة المنقُولَة من دُسْتُور المؤلِّف والمُوزَّعة الآن بين مكتبتي شيستربيتي بدِبْلِن وشَهِيد علي باشا باستانبول، ونُسْخَة المكتبة الوطنية الفرنسية رقم ٤٤٥٧. Bn ar، ونُسْخَة مكتبة جامعة ليدن رقم XXII [انظر فيما يلي ١٠٣ - ١٤٠] إضافةً إلى نُسَخ أخرى لم تصل إلينا، فابنُ حَجَرٍ العَسْقَلاني - وهو يُشيرُ إلى أنَّ النَّديم ذكر أنَّه صَنَّفَ "الفِهْرِست" سَنَة سَبْع وسبعين وثلاث مائة - يقول:"ورَأَيْتُ في "الفِهْرِسْت" مَوْضِعًا ذَكَرَ أَنَّه كُتِبَ في سَنَة اثنتي عَشْرَة وأربع مائة، فهذا يَدُلُّ على تأخيره إلى ذلك الزَّمَان"(١). أقول: لا يُوجَدُ هذا التَّأريخ في أيٍّ من النُّسَخِ التي وَصَلَت إلينا.
٢ - نسخُ الكتابِ الَّتِي وَصَلَتْ إِلَيْنَا
أعْرَبَ الْمُسْتَشْرِقُ الألمانيُّ جوستاف فليجل GUSTAVE FLUGEL (١٨٠٢ - ٤٨٧٠ م) في مُقَدِّمَة تَحقِيقِه لنَشْرَة كتاب "الفهرست" الأولى التي صَدَرَت بَعْدَ وَفَاتِه، في سنتي ١٨٧١ - ١٨٧٢ م، عن أسفه من أن ما وَصَل إلينا من