للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَرَأْتُ بخَطِّ أحمد بن الحارث الخَرَّاز (١): "قالت العُلَماءُ: أبو مخنف بأَمْرِ العِرَاقِ وأَخْبَارِها وفُتُوحِها يَزِيدُ على غَيْرِه، والمَدَائِني بِأَمْرِ خُرَاسَان والهِنْدِ وفَارِس، والوَاقِدِيُّ بالحجاز والسِّيرَة، وقد اشْتَرَكُوا في فتوح الشَّام" (٢).

أبو الفَضْل نَصْرُ بن مُزَاحِم

من طَبَقَةِ أبي مخنف، من بني مِنْقَر وكان عَطَّارًا (٣). و<مُزَاحِمُ هو> مُزَاحِمُ بن يَسَار المِنْقَرِي.


= واحْتَفَظَ لنا الطَّبَرِيُّ في "تاريخه" بنقولٍ مطولة من روايات أبي مخنف، فحَفِظَ لنا بذلك - كما يقول يوليوس فلهوزن - أَقْدَمَ وأَحْسَنَ ما كتبه ثائر عربي نعرفه. وعادةً ما يذكر الطَّبَري روايات أبي مخنف بحسب رواية محمد بن السائب الكلبي لها. وتبدأ روايات أبي مخنف عادةً بعض الفتوحات وهي فترة كان هو نفسه يعيش فيها - وتَتَعَلَّقُ أَوَّلُ هذه الروايات بمَوْقِعَة صفين؛ حيث تركز اهتمامه على العراق وعاصمته في ذلك الوقت الكوفة، وأكثر الموضوعات التي يتناولها بالتفصيل ثورات الخوارج والشيعة. وتمثل رواياته الرواية العراقية، كما أنَّ هَوَاهُ في جانب أهل العراق على أهل الشام وفي جانب علي ذكر على بني أمية، ذلك فلا يَلْحَظُ المرء عند أبي مخنف شيئًا من الإغراض يستحق الذكر؛ لكلِّ ذلك فقد اعْتَمَدَ يوليوس قلهوزن اعتمادًا كليا على رواية أبي مخنف في دراسته عن "أحْزَاب المُعَارَضَة السياسية الدينية في صدر الإسلام: الخوارج والشيعة" [ترجمه عن الألمانية عبد الرحمن بدوي، القاهرة، الكويت ١٩٧٦] (فلهوزن: تاريخ الدولة العربية من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية، نقله الألمانية وعلق عليه محمد عبد الهادي أبو ريدة، القاهرة ١٩٦٨، ق - ث).
(١) انظر فيما يلي ٣٢٣.
(٢) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ١٧: ٤١: ٤٢.
(٣) المتوفى سنة ٢١٢ هـ /٧٢٨ م، ويعده أكثر المؤرخين والمحدثين غير موثوق به، وكان شيعيا من الغُلاة، ولكنه لم يكن أقْدَمَ مُؤرّخي الشِّيعَة كما ذكر بروكلمان، فأبو مخنف والنَّشَابَةُ محمد بن الشائب الكلبي أقْدَمُ كثيرًا من نَصْر بن مُزَاحِم، راجع في ترجمته النجاشي: الرجال ٣٨٤:٢ - ٣٨٥؛ الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام ٣٨٢:١٥ - ٣٨٣؛ ياقوت الحموي: معجم الأدباء ١٩: ٢٢٥؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٧: ٢٩؛ =