وهي نُسْخَةٌ قديمةٌ لا يُوجَدُ بها حَرْدُ مَتْن، وإنْ كان تأريخُ كتابَتِها يَرْجِع إلى القَرْن السَّابع الهجري الثَّالِث عَشْر الميلادي على أقصى تَقْدير. وقد تَفَضَّل صديقي عَالِمُ المَخْطُوطات المعروف يان ياسْت ويتْكام JAN JUST WITKAM، أسْتاذ عِلْم المَخْطُوطَات بجامعة لَيْدِن، بإمْدَادِي مَشْكورًا بمُصَوَّرَةٍ رَقَمِيَّةٍ لهذه النُّسْخَة وكذلك بالوَصْفِ المادي لها. وتَقَعُ النُّسْخَةُ في ٢١١ وَرَقَة ورُقِّمَت كُرَّاسَاتُها بالحُرُوف في الطَّرَفِ الأَعْلَى الأَيْسَر لأوَّل وَرَقَة الكُرَّاسَة، وسَقَطَت منها الوَرَقَةُ الأَخِيرَةُ من الكُرَّاسة الأُولى بين ورقتي ٨ ظ، ٩ و، وكذلك الكُرَّاسةُ الأخيرةُ رقم ٢٢ (الأَوْرَاق ٢٠٩ و - ٢١١ ظ)، واسْتَعِيضَ عنها بأوْرَاقٍ أخرى مُشَابِهَة وبخَطٍّ مُشَابِه نَقْلًا عن نُسْخَةٍ غير معروفة!
والنُّسْخَةُ مكتوبةٌ بخَط نَسْخٍ قَديِم وَاضِح ومَشْكُول في أَغْلَبِ مَوَاضِعه، ومَسْطَرَتُها ١١ سَطْرًا في صَفْحَةٌ الوَرَقَة التي لا يُوجَد بها عَنَاوِينُ كُتُب، و ١٧ سَطْرًا في صَفْحَة الوَرَقَة التي يَرِدُ بها عَنَاوِينُ كُتُب. وعلى ظَهْرِيَّتها مُطَالَعَاتٌ وتَمَلُّكاتٌ وتَقَاييد، أهمّها مُطَالَعَةٌ للمُؤَرِّخ المصري المعروف الأَوْحَدِي نَصُّها:"أحمد بن عبد الله بن الحَسَن الأَوْحَدِيّ سنة ٨٠١"، وأخرى باسم "أحمد بن عليّ الأبري (؟) لَطَفَ الله به"، إِضَافَة إِلى تَرْجَمَةٍ للنَّديم مُلَخَّصَةٍ من "ذَيْل تاريخ بَغْدَاد" لابن النَّجَّار مُحِيَ أَوَّلُها، وأَوَّلُ ما يَتَّضِحُ منها:
"… أبو الفَرَج بن أبي يَعْقُوب الوَرَّاق … كتاب "فِهْرِسْت العُلَمَاء"، رَوَى فيه عن أبي سعيد السِّيرَافي وأبي الحُسَيْن محمَّد بن يُوسُف النَّاقِط وأبي الفَرَج الأَصْبَهَاني وأبي الحَسَن بن المُنَجِّم وأبي عُبَيْد الله محمد المَرْزُباني، ورَوَى عن أبي إسْمَاعيل الصَّفَّار بالإجَازَة. ولم أر لأحَدٍ عنه رِوَايَة، وصَنَّفَ كتاب الفِهْرِسْت في شَعْبَان سنة ٣٧٧ (كذا) ومَاتَ يوم الأربعاء لعَشْرٍ بقين من شَعْبَان سنة ٣٨٠ (كذا). لَخَصْتُه من ذَيْل ابن النَّجَّار".
ووَاضِحٌ أَنَّ التَّرْجَمَة التي خَصَّصَها ابن النَّجَّار للنَّديم هي مَصْدَرُ كُلِّ المَعْلُومَات