للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمْلاه. وارْتَجَلَ "يَوَاقِيتَ" أُخَرَ واخْتُصَّ بهذه الزِّيَادةِ أبو محمَّد الصَّفَّار، لملازَمَته وتَكْرِير قِراءَته لهذا الكِتَاب على أبي عُمَر، فأخِذَت الزِّيَادَاتِ منه. ثم جَمَعَ النَّاسَ على قِرَاءَةِ أبي إسْحَاق الطَّبَريّ له، فسَمَّى هذه القِرَاءَة "الفَذْلَكَة" فقَرَأه عليه وسَمِعَه النَّاسُ. ثم زَادَ فيه بعد ذلك، فجَمَعْتُ أنا في كتابي الزِّيَادَاتِ كُلَّها، وبَدأت بقِرَاءَة الكِتَاب عليه يوم الثُّلاثاء لثَلاثِ لَيَالٍ بقين من ذي القَعْدَة سَنَة تِسْعٍ وعِشْرين وثلاث مائة إلى أنْ فَرَغْتُ منه في شهر رَبِيعٍ الآخَرَ سَنَة إِحْدَى وثَلاثِين وثلاث مائة. وحَضَّرْتُ النَّسَخَ كلَّها عند قِرَاءَتي: نُسْخَة أبي إِسْحَاقَ الطَّبَرِيّ ونُسْخَة أبي محمَّد بن سَعْدِ القُطْرُبُلِّيّ ونُسْخَة أبي محمَّد الحَجَّاجِيّ (a) ، وزَادَني في قِرَاءَتي عليه أشْيَاء. وتَوافَقْنا في الكِتَابِ كلِّه من أوَّله إلى آخِرِه. ثم ارْتَجَلَ بعد ذلك "يَوَاقِيتَ" أُخَر وزِيَادَات في أَضْعَافِ الكِتاب، واخْتُصَّ بهذه الزِّيادَة أبو محمَّد وَهْب لملازَمَتِه. ثم جَمَعَ النَّاسَ ووَعَدَهُم بِعَرْضِ أَبِي إِسْحَاق الطَّبَرِيّ عليه هذا الكِتَاب. وتكون آخِرَ عَرْضَةٍ يَتَقَرَّرُ عليها الكِتَابُ، ولا تكون بَعْدَها زِيَادَةٌ وسَمَّى هذه العَرْضَة "المِحْرَابِيَّة".

واجْتَمَعَ النَّاسُ يوم الثُّلاثاء لأَرْبَعَ عَشْرَة لَيْلَةً خَلَت من جُمادى الأولى من سَنَة إحْدَى وثلاثين وثلاث مائة في مَنْزِلِهِ بحَضْرَةِ سِكَّة أبي العَنْبَر، فأَمْلَى على النَّاسِ ما نُسْخَتُه:

"قال أبو عُمَر محمَّدُ بن عبد الوَاحِد: هذه العَرْضَةُ هي التي تَفَرَّدَ بها أبو إسْحَاقٍ الطَّبَرِيّ، آخِر عَرْضَةٍ لا أَسْمَعُها بَعْدَها، فمن رَوَى عَنِّي في هذه النُّسْخَة وهذه العَرْضَة حَرْفًا وَاحِدًا ولَيْسَ هو من قَوْلى فهو (b) كَذَّابٌ عليّ. وهي من السَّاعَة إلى السَّاعَة من قِرَاءَة أبي إِسْحَاق على سَائِر النَّاسِ وأَنا أَسْمَعُها حَرْفًا حَرْفًا".

قال أبو الفَتْح: وبَدَأ بهذه العَرْضَة يوم الثُّلاثاء لأرْبَعَ عَشْرَة لَيْلَةً خَلَت من


(a) القفطي: الخفاجي.
(b) الأصل: فليس … وهو، والمثبت من القفطي.