للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الست الأولى منها مَوْضُوعات إسلاميَّة؛ فجَعَلَ المَقَالَةَ الأُولى مَدْخَلًا للكتاب تَنَاوَلَ فيها وَصْفَ لُغَاتِ الأُمم المُخْتَلِفَة وأَسْمَاءَ كُتُبِ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّة ثم القُرْآن الكريم واخْتِلاف المَصَاحِفِ وأخبار القُرَّاء، وخَصَّصَ المَقَالة الثانية للنَّحْوِيين واللغويين، والمَقَالَة الثَّالِثَة للأخباريين والنَّسَّابِين وكُتَابِ السِّير، والمَقَالَة الرَّابِعَة [للشِّعْر و] الشُّعَرَاء، والمقالة الخامسة للكلام والمُتَكَلِّمِين، والمَقَالَة السَّادِسَة للفِقْه والفُقَهَاء والمُحَدِّثين. أمَّا المَقَالَاتُ الأَرْبَعُ الأخِيرَةُ فتناوَلَ فيها مَوْضُوعات غير إسلامية؛ فخَصَّصَ المَقَالَة السَّابِعَة الفَلْسَفَة والعُلُومِ القَدِيمة وكُتُبِ الرِّيَاضِيَّات والطِّبّ، والمَقَالَة الثَّامِنَةِ لكُتُبِ الأسْمَار والخرافات وللمُشَعْبِذِين والسَّحَرَة، والمقالة التَّاسِعَة للمَذَاهِب والاعتقادات القديمة وللزَّنَادِقَة ومَذَاهِب أَهْلِ الهِنْد وَأَهْلِ الصين وغيرهم من أجْنَاسِ الأمم، والمَقَالَة العَاشِرَة والأخِيرَة للكيميائيين والصَّنْعَوِيين من الفلاسفة القُدَمَاء والمُحْدَثِين، بحيث إنَّه حَاوَلَ أَنْ يُغَطِّيَ فيها كما ذَكَرَ فِي مُقَدِّمَة كِتابِه المُوجَزَة - "كُتُبَ جَمِيعِ الأُمَم من العَرَبِ والعَجَمِ المَوْجُود منها بلُغَةِ العَرَبِ وقَلَمِها في أَصْنَافِ العُلُوم وأَخْبَار مُصَنِّفِيها وطَبَقَات مُؤلِّفيها وأَنْسَابهم وتأريخ مواليدهم ومَبْلَغ أَعْمَارِهم وأوْقَات وَفَاتِهم وأماكن بُلْدَانهم ومَنَاقِبهم ومَثَالِبِهم مُنْذ ابْتِدَاءِ كُلِّ عِلْمٍ اخْتُرِعَ إِلى عَصْرِه هو، وهو سنة سَبْعِ وسَبْعِين وثلاث مائة للهجرة".

فالمَعْلُومَاتُ التي جَمَعَها النَّدِيمُ في كِتابِه تُثِيرُ الإِعْجَابَ وتَجْعَلُ منه كِتَابًا مُتَفَرِّدًا في نَوْعِه، بَالِغَ القيمة. فهو يُقَدِّمُ لنا في المَقَالَة السَّابِعَة - على سَبِيلِ المثال أَفْضَلَ عَرْضٍ يُوَضِّحُ لنا كَيْفِيَّة انْتِقَالِ الثَّقَافَة اليُونَانِيَّة إلى العَرَبِ والمُسْلِمين والإِسْهَامَات المهمَّة التي أضَافَها هؤلاء في مجالات العُلُوم البَحْتَة، ويُقَدِّمُ لنا في المَقَالَةِ التَّاسِعَة أهَمَّ الأَخْبَارِ عن الصَّابِئَة والمانَوِيَّة والمَزْدَكِيَّة والخُرَّمِيَّة والزَّنَادِقَة وَمَذَاهِبِ أَهْل الهِنْدِ والصِّين اعتمادًا على مَصَادِر نادِرَة لم تصل إلَيْنَا، كذلك فإنَّ المَعْلُومَات التي يُقَدِّمُها في المَقَالَة الخامسة عن المُعْتَزِلَة وعن الحَلَّاج وعن الإِسْمَاعِيليَّة ذَاتُ شَأْنٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>