قال محمَّدُ بن إسْحَاق: ابْتَدَأ (a) أبو عبد الله محمَّدُ بن عَبْدُوسٍ الجَهْشِيَارِيّ، صَاحِبُ "كِتَاب الوُزَرَاء"(١)، بتأليف كِتَابِ اخْتَارَ فيه أَلْفَ سَمَرٍ من أَسْمَارِ العَرَبِ والعَجَمِ والرُّومِ وغَيْرِهم، كلُّ جزء قائِم بذَاتِه لا يَعْلَق بغَيْرِه، وأَحْضَرَ المُسَامِرِينَ، فَأَخَذَ عنهم أَحْسَنَ ما يَعْرِفُونَ ويُحْسِنُونَ، واخْتَارَ من الكُتُبِ المُصَنَّفة في الأَسْمَارِ والخُرَافَاتِ مَا حَلا بنَفْسِه، وكان فَاضِلًا فاجْتَمَعَ له من ذلك أَرْبَعُ مائة لَيْلَةٍ وثَمانُون لَيْلَة، كلُّ لَيْلَةٍ سَمَرٌ تَامٌّ، يَحْتَوي على خَمْسِين وَرَقَةً وأَقَلّ وأَكْثَر. ثم