للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَيَقُول: "كونوا نَاصِتِين"، فيُجِيبُون أيضًا قائلين: "نحن سَامِعُون"، فيَبْتَدئ قَائِلًا: "وأبى فإنِّي قائل ما أَعْلَم وما أقْصِر عَنْه".

وآخِرُ السِّرّ الخَامِس:

"المُتَوَجِّهين إلى بَيْتِ البُوغْذَاريين، رَبُّنَا القَاهِر ونحن نَسُرُّه".

قال صَاحِبُ الكِتَاب: وعَدَدُ الأمْثَال التي تُقَالُ من الكاهِن (a) في هذا البَيْت في هذه السَّبْعَة الأيَّام، اثْنان وعِشْرُون مَثَلًا تُقَالُ فيهم على سَبِيل أُحْدُوثَةٍ تُنْشَدُ وتُرَتَّلُ.

فأَمَّا الغِلْمَانُ الذين يَتَرَسَّمُون بالدُّخُولِ إلى هذا البَيْتِ فَإِنَّهم يُقِيمُون فيه سَبْعَة أَيَّام، يأكُلُونَ ويَشْرَبُونَ، ولا تَنْظُرُ إليهم امْرَأَة في هذه السَّبْعة الأيَّام، ويأخُذُون الشَّرَابَ من السَّبْعَة الكاسَات المَصْفُوفَة التي يُسَمُّونَها "يُسُورا"، ويَمْسَحُون ذلك الشَّرَاب على أعْيُنِهم، ومن قَبْل أَنْ يَقُولُوا أَو يَلْفِظُوا بشيءٍ يُطْعِمُونَهم خُبْرًا ومِلْحًا من تِلْك الأكْؤُس ومن تِلْكَ القُرَصِ والفَرَارِيج. وفي اليَوْم السَّابع فإنَّهم يأكُلُونَه عن آخِرِه. وقد يكون أيضًا في ذلك البَيْت قَرْسٌ من شَرْابٍ مَوْضُوعًا في زَاوِيَةٍ ويُسَمُّونَه "فَاعًا"، ويقُولُون لرَئِيسِهم، فيقْرأ: "مُبْدِعٌ يا كَبِيرَنا"، فيُجِيبُ قَائِلًا: "لتَمْلأ الإجَّانَة مِسْطِيرًا (١) انتقطا الوتر فهو سِرّ السَّبْعة الغَيْر مَقْهُور" (٢).


(a) النسخ: الكاهنة.
(١) مِشطير، والصَّوَابُ مِسْطَارًا. ضَرْبٌ من الشَّراب به حُمُوضَة.
(٢) كذا بالأصْل. وهو غير واضِح كما ذكر النَّديم فيما يلي من أنَّ النَّاقِل كان عَفْطِيًّا غير فَصِيحٍ بالعربية، أو أنَّه نَقَلَ الكلامَ برَدَاءَة أَلْفَاظِه كما هو.