للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دَعَوْتَهم. يُسَبِّحُك مُسَبِّحُ جُنُودك وأبْرَارك وكَلِمَتُك وعَظَمَتُك ورِضْوَانُك، من أجْلِ أنَّك أنت الإلَه الذي كُلُّه حَقٌّ وحَيَاةٌ وبِرٌّ".

ثم يَقُولُ في الرَّابِعَة:

"أسَبِّحُ وأسْجُدُ للآلِهَة كُلِّهم، والمَلَائِكة المُضِيئين كلِّهم، وللأنْوَارِ كلِّهم الَّذين كانوا من الإلَه العَظِيم".

ثم يقول في الخَامِسَة:

"أسْجُدُ وأسَبِّحُ للجُنُودِ الكُبَرَاءِ، وللآلِهَةِ النَّيِّرِينَ الَّذِينَ بحِكْمَتِهِم طَعَنُوا وأَخْرَجوا الظُّلْمَةِ وقَمَعُوها".

ويَقُولُ في السَّادِسَة:

"أَسْجُدُ وأُسَبِّحُ لأبي العَظَمَة العَظِيم المُنِير، الذي جَاءَ من العَالمين".

وعلى هذا إلى السَّجْدَة الثَّانِيَة عَشْرَة. فإذَا فَرَغَ من الصَّلَوَاتِ العَشْرِ، ابْتَدَأ في صَلاةٍ أُخْرَى، ولهم فيها تَسْبِيحٌ لا حَاجَةَ بنا إلى ذِكْرِه.

فأَمَّا الصَّلاةُ الأولى فعِنْد الزَّوَالِ، والصَّلاةُ الثَّانِيَة بَيْنَ الزَّوَالِ وغُرُوبِ الشَّمْس، ثم صَلاةُ المَغْرِب بَعْد غُرُوبِ الشَّمْس، ثم صَلاةُ العَتْمَة بَعْدَ المَغْرِبِ بِثَلاثِ سَاعَات. ويَفْعَلُ في كلِّ صَلاةٍ وسَجْدَةٍ مِثْل ما فَعَلَ في الصَّلاةِ الأولى، وهي صَلاةُ البَشِير.

فأَمَّا الصَّوْمُ: فإذا نَزَلَت الشَّمْسُ القَوْسَ، وصَارَ القَمَرُ نُورًا كُلُّه، يُصَامُ يَوْمَان لا يُفْطَرُ بَيْنَهُما (١). فَإِذَا أَهَلَّ الهِلَالُ، يُصَامُ يَوْمَان لا يُفْطَرُ بَيْنَهما. ثم مِنْ بعد ذلك يُصَامُ إِذَا صَارَ نُورًا، يَوْمَان فِي الجَدْي. ثم إذَا أهَلَّ الهِلَالُ ونَزَلَت الشَّمْسُ الدَّلْو


(١) وهو ما يُعْرَف بالوِصَالات (انظر فيما يلي ٣٩٤).