للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الملك في خلافتِه بعد أنْ أطَالَ حَبْسَه في يَدِ خَالِد بن عبد الله القَسْرِي. فيُقَالُ إِنَّ آلَ الجَعْدِ رَفَعُوا قِصَّةً إلى هِشَامٍ يَشْكُون ضَعْفَهُم وطُولَ حَبْسِ الجعد، فقَالَ هِشَامٌ: "أَهُوَ حَيٌّ بَعْد". وكَتَبَ إلى خَالِد في قَتْلِه، فقَتَلَهُ يوم أَضْحَى وجَعَلَهُ بَدَلًا من الأضحية، بعد، بعد أنْ قَالَ ذلك على المنبر، بأَمْرِ هِشَام (١). فإنَّه كان يَرْمِي - أغني خَالِدًا - بالزَّنْدَقَة، وكانت أمُّهُ نَصْرَانِيَّة. وكان مَرْوَانُ الجَعْدِي زِندِيقًا (٢).


(١) وذلك في حدود سنة ١٢٠ هـ/٧٣٨ م، راجع ابن الأثير: الكامل في التاريخ ٢٦٣:٥ واللباب ١: ٢٣٠؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٤٣٣:٥؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٨٩:١١ - ٨٧؛ ابن حجر: لسان الميزان ٢: ١٠٥؛ G
VAJDA، El ٢ art. Ibn Dirham III، pp. ٧٧٠ - ٧١ ;
M. CHOKR، Zandaqa et Zindiqs en Islam
pp. ١٨٧ - ٨٩، ٢١١ - ٢٢.
(٢) الزَّنْدَقَةُ. كلمة عربية مستمدة من الفارسية (فيما تقدم ٣٩٦ هـ ١) كانت تُطلق على من يُؤْمن بالمانوية، ثم اتَّسَعَت بعد ذلك لتُطلق على الهَرَاطِقة والمارقين على الدين وكذلك الملاحدة. وذكر المسعودي أن اسْمَ الزَّنَادِقَة، الذي أُضيفت إليه الزَّنْدَقَة، ظَهَرَ في أَيَّام ماني، وذلك أَنَّ الفُرْسَ حينما أتاهُم زَرَادُشت بـ كتاب البشتاه" وفَسَّرَه بـ "كتاب الزَّنْد" وشَرَحَ هذا التفسير ب "كتاب البازند"، كان مَنْ عَدَلَ من أتباعه عن "البَسْتاه" إلى التأويل أو "الزَّنْد" قالوا عنه: زَنْدي، أي منحرف عن الظاهِر إلى التأويل. ثم أَخَذَ العَرَبُ هذا الاسم من الفُرْسِ وعَرَّبوه وقالوا: زِنديق. (مروج الذهب - ١: ٢٩١ - ٢٩٢؛ الخوارزمي: مفاتيح العلوم ٢٥ - ٢٦). وانظر كذلك G. VAIDA، Les zindiqs en pays d'Islam au début de la période abbaside"، RSO ١٧ (١٩٣٧)، pp. ١٧٣ - ٢٢٩؛ عبد الرحمن بدوي: من تاريخ الإلحاد في الإسلام، القاهرة - مكتبة النهضة المصرية ١٩٤٥؛ M. CHOKR، Zandaqa et Zindiqs en Islam au second siècle de l'hégire، Damas ١٩٩٩; F. C. DE ٥٥٣ - ٥٦ .BLOTS El ٢ art. Zindik Xl، pp؛ وفيما تقدم ٣٩٦ هـ.