للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على عِلم الصَّنْعَةِ هِرْمِسُ الحَكِيم البَابِلِيّ، المُنْتَقِلُ إِلى مِصْر عند افْتِرَاقِ النَّاسِ عن بَابِل، وأنَّه مَلَكَ مِصْرَ وكان حَكِيمًا فَيْلَسُوفًا، وأنَّ الصَّنْعَةَ صَحَّتْ له، وله في ذلك عِدَّةُ كُتُبٍ، وأَنَّه نَظَرَ في خَوَاصِّ الأشْيَاء ورُوحَانِيَّاتِها، وصَحَّ له ببَحْثِه ونَظَرِه عِلمُ صِنَاعَة الكيمْيَاء، ووَقَفَ على عَمَلِ الطِّلَّسْمَات، وله في ذلك كُتُبٌ كَثِيرَةٌ. وقد قيل إنَّ ذلك قَبْلَ هِرْمِس بألُوفِ سِنِين، على مَذْهَبِ أَصْحَابِ القِدَم.

وزَعَمَ أبو بَكْر الرَّازِيّ، وهو محمدُ بن زَكَرِيَّا، أَنَّه لا يَجُوزُ أَنْ يَصِحَّ عِلْمُ الفَلْسَفَةِ ولا يُسَمَّى الإِنْسَانُ العالِمُ فَيْلَسُوفًا، إِلَّا أَنْ يَصِحَّ له عِلمُ صِنَاعَةِ الكِيمْيَاء، فيَسْتَغِنِى بذلك عن جَمِيعِ النَّاسِ ويكون جَمِيعُهُم مُحْتَاجا إليه في عِلْمِه وحَالِه.

وقالت طَائِفَةٌ أُخْرى من أهْلِ صِنَاعَةِ الكِيمْيَاء: إِنَّ ذلك كان بوَحْي من الله - جَلَّ اسْمُهُ - إِلى جَمَاعَةٍ من أهْلِ هذه الصِّنَاعَة.

وقال آخَرُون: كان هذا بوَحْي من الله إلى مُوسَى بن عِمْرَان وإلى أخِيهِ هَارُون وإنَّ الذي كان يَتَوَلَّى ذلك لهما قَارُونُ، وإِنَّهُ لمَّا كَثرَ مَا عِنْدَهُ من الذَّهَب والفِضَّة، كنز الكُنُوزَ، وإِنَّ الله لمَّا <رَآهُ> a) تَجَبَّرُ وتَكَبَّرَ، وَسَطَا بما عِنْدَه من الأَمْوَالِ، أَخَذَهُ بِدُعَاءِ مُوسَى عليه b) .

وزَعَمَ الرَّازِيُّ، في مَوْضِعٍ آخَر من كُتُبِه، أَنَّ جَمَاعَةً من الفَلاسِفَةِ مثل: فِيثَاغُورُس ودِيمُقْرَاط وفلاطُن وأرِسْطَاطالِيس وجَالِينُوس أخيرًا، كانوا يَعْمَلُونَ الصِّنَاعة.


(a) إضافة من ك ١.
(b) ليدن وك ١: .