للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المُهِمّ أَنْ يَتَعَرَّفَ القارئُ الكريم على شَكْلِ الكُتُبِ التي كانت مُتَدَاوَلَةً في بَغْدَاد ومَشْرِق العَالَم الإسْلامي في الوَقْتِ الذي دَوَّنَ فيه النَّديمُ كِتَابَه "الفِهْرِسْت" في الرُّبْع الثالِث للقَرْن الرَّابِع الهجري العَاشِر الميلادي. لذلك فقد جَمَعْتُ في ما يلي نَمَاذِجَ لنُسَخٍ من الكُتُبِ التي ذَكَرَها النَّديمُ، والتي كانت مُتَدَاوَلَةً في عَصْرِه أو قَبْلَه بقَلِيل، حتى يَتَعَرَّفَ القارئُ على شَكْلِ هذه الكُتُب وعلى الخَطِّ المكتوبة به في مَرْحَلَةٍ مُهِمَّةٍ من مَرَاحِل حَرَكَة إِصْلاحِ الكِتابَة، وكذلك شَكْل إخْرَاجِ الصَّفْحَة. ورُبَّما يكونُ النَّديمُ قد وَقَفَ بنفسه على هذه النُّسَخ عند تَسْجِيله قَوَائِم كُتُبِ المُؤَلِّفين الذين تَرْجَمَ لهم في "الفِهْرِسْت". فمن أقْدَم هذه النُّسَخ التي وَصَلَتْ إلينا:

* نُسْخَةٌ من كِتَابِ "غَرِيب الحَديث" لأبي عُبَيْد القَاسِم بن سَلَّام، المتوفَّى سنة ٢٢٣ هـ / ٨٣٢ م [١١٦:١]، تَمَّ الفَرَاغُ من كتابتها "في ذي من سَنَة ثنتين وخمسين ومئتين"، أي بَعْد ثمانٍ وعشرين سَنَةً من وَفَاةِ مُؤَلِّفها، وهي بذلك أَقْدَمُ المَخْطُوطات المُؤرَّخَة التي وَصَلَت إلينا. وتَقَعُ النُّسْخَةُ في ٢٤١ ورقة، ومَسْطَرَتُها ٢٧ سَطْرًا.

[مكتبة جامعة ليدن رقم ٢٩٨ or]

* ونُسَخَةُ كِتاب "المأثُور عن أبي العَمَيْثَل الأَعْرَابِيّ الشَّاعِر صَاحِب عبد الله بن طَاهِر"، المتوفَّى سنة ٢٤٠ هـ / ٨٥٤ م، الذي ذكره النَّديمُ [١٣٥:١] باسْم "ما اتَّفَق لَفْظُهُ واخْتَلَفَ مَعْنَاهُ". كتبها على الرَّقِّ شَخْصٌ يُعْرَفُ بأَبي الجَهم، في شَهْر رَبيعٍ الآخِر من سَنَة ثمانين ومائتين"، وتَقَعُ في ٣٣ وَرَقَة، وقِيَاسُها ٢٥ × ١٥ سم (٢٢.٥ × ١٣.٧ سم)، ومَسْطَرَتُها ٢٤ سطرًا.

[مكتبة وَلِيّ الدِين بالسُّلَيْمانية بإستانبول برقم ٣١٣٩]

<<  <  ج: ص:  >  >>