للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَنَجَت هذه النُّسْخةُ مِمَّا تَعَرَّضَت له خزانَةُ كُتب الفاطِميين على يد صَلاح الدِّين يُوسُف بن أيُّوب، وانْتَقَلَت في تأريخ نَجهَلُه إلى المغرب الأقْصَى فأوقِفَت على زَاوِيَة النَّاصِري بتامَكْرود في جَنُوب المغرب ثم نَقَلَها العالمُ الرَّاحِل إبراهيم الكِتَّاني إلى الخزانَة العَامَّة بالرباط.

[الخِزَانَة العامة بالرباط ٩٩ ق]

* ونُسْخَةٌ من كتاب "المُقْتَضَب في النَّحْو"، صَنْعَةُ أَبي العَبَّاس محمَّد بن يَزِيد المُبَرِّد، المتوفى سنة ٢٨٥ هـ / ٨٩٨ م، [١٧١:١] أَرْبَعَة أَجْزَاء فِي مُجَلَّدين، كَتَبَها مُهَلْهِلُ بن أحمد، صَاحِبُ الخَطِّ المَنسُوب وأحَدُ الذين رَبَطُوا بين خَطَّيْ ابن مُقْلَة وابن البَوَّاب، ببغْدَاد سَنَة سَبْعٍ وأربعين وثَلاث مائة لشَخْصٍ يُدْعى أبي الحسين محمد بن الحُسَيْن العَلَوي. وتَرْجِعُ أَهَمِّيَّةُ هذه النُّسْخَة، إِضَافَةً إِلى شَخْصِيَّة نَاسِخِها وكونه أحَدَ تلاميذ ابن مُقْلَة وأنَّها تُمَثِّلُ مَرْحَلَةً مُهِمَّةً في حَرَكَة إِصْلَاح الكِتابَة - إلى أنَّ يَاقُوتًا الحَمَوِيّ رَوَى عن أبي حَيَّان التَّوْحِيدي أنَّ ابن الخَرَّازَ الوَرَّاق ببَغْدَاد وأبا بكر القَنْطَرِيّ وأبا الحُسَيْن الخُرَاسَاني، حَدَّثُوه أَنَّ أَبا سَعِيدٍ السِّيرَافيّ إذا أَرَادَ بَيْعَ كِتابٍ - اسْتَكْتَبَه بَعْضَ تَلامِذَته - حِرْصًا على النَّفْع منه ونَظَرًا فِي رِقِّ المَعِيشَة - كَتَبَ في آخِره وإِنْ لم يَنْظُرُ في حَرْفٍ منه:

"قال الحَسَنُ بن عبد الله: قد قرئ هذا الكِتَابُ عليَّ وصَحَّ".

ليُشْتَرَى بأَكْثَرَ من ثَمَن مِثْله. قال ياقُوت: وهذا ضِدُّ ما وَصَفَهُ به الخَطِيبُ من مَتَانَة الدِّين وتَأبِّيهِ من أخْذِ رِزْقٍ على القَضَاءِ وقَنَاعَتِه بما يُحَصِّل من نَسْخِه (١).

وتُؤكِّدُ لنا هذه النُّسْخَةُ كلامَ أبي حَيَّان، فقَد جَاءَ عَلى صَفْحَة عُنْوَان أَجْزَاء الكتاب الأرْبَعَة بخَطِّ أبي سَعِيد السِّيرَافيّ:

"قَرَأْتُ هذا الجُزْء من أوَّلِه إلى آخِره وأَصْلَحْتُ ما فيه


(١) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ٨: ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>