للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخُوزِيَّة [والسُّرْيَانِيَّة. فأَمَّا الفَهْلَوِيَّةُ، فَمَنْسُوبةٌ (b) إلى فَهْلَه، اسْمٌ يَقَعُ على خَمْسَة بُلْدَان وهي: أَصْبَهَان والرَّيّ وهَمَذَان ومَاهْ نَهَاوَنْد وأَذَرْبَيْجان.

وأمَّا الدُّرِّيَّةُ: فلُغَةُ مُدُنِ المَدَائِن وبها كان يَتَكَلَّمُ مَنْ بِبَابِ الملك، وهي مَنْسُوبَة إلى حَاضِرَة البَاب، والغَالِبُ عليها من لُغَةِ أَهْلِ خُرَاسَان والمَشْرِق، لُغَة أَهْل بَلْخ.

وأمَّا الفَارِسِيَّةُ، فيَتَكَلَّم بها الموابِذَةُ والعلماء وأشباههم، وهي لُغَةُ أهْلِ فَارس. وأما الخوزية] (a)، فبها كان يَتَكَلَّمُ المُلُوكُ والأَشْرَافُ في الخَلْوَةِ ومَوَاضِع اللَّعِب واللَّذَّة ومع الحَاشِيَة.

وأما السُّرْيَانِيةُ، فكان يَتَكَلَّم بها أهْلُ السَّواد. والمكاتبة في نَوْعٍ من اللغة بالسُّرياني فارسي.

وقال ابن المقفع: للفُرْسِ سَبْعَةُ (c) أَنْوَاع من الخطوطِ منها: كِتابَةُ الدَّيْن ويُسَمَّى "دَيْن دَفْيَرِيَّه" يَكتُبُون بها "الوستاق" (١). وهذا مثالها (d):

وكِتَابَةٌ أُخْرَى يُقَالُ لها "ويش دبيرِيَّه" وهي ثلاث مائة وخَمْسَة وسِتُّون حَرْفًا يَكْتُبُون بها الفَرَاسَة والزَّجْر وخَرير الماء وطَنين الآذان وإشارات العُيون والإيماء والغَمْز وما شاكل ذلك، ولم تَقَعْ لأحَدٍ نَعْلَمُه (e) ولا في أَبْنَاءِ الفُرْسِ مَن يَكْتُبُ بها اليوم. سَأَلْتُ أمَاد الموبَذ عنها، فقال: "نَعَم، هي تجري مَجْرَى التَّرْجَمَة كما في كِتَابَةِ العَرَبِيَّة تَرَاجِم".

وكتابة أخرى ويُقالُ لها "الكَشْتَج" وهي ثَمانية وعِشْرُون حَرْفًا يُكْتَبُ بها العُهُودُ والمَرْزَبَة والقَطَائِع، وبهذه الكتابة كانت نُقُوشُ خَوَاتِيم الفُرْس وطُرُزُ ثِيَابِهم وفرشهم وسِكَّةُ دَرَاهِيهم. ومِثَالُها):


(a) ك ١: بدون نقط.
(b) الأصل: فمنسوب.
(c) ك ١: ستة.
(d) لم يذكر المثال، وفي ك ١: كذا وُجد.
(e) ك ١: ولم يقع لأحَدٍ قلمه.