للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال جَالِينُوس: كُنْتُ في مَجْلِسٍ عَامٍ فتَكَلَّمْتُ فِي التَّشْرِيحِ كَلامًا عَامًّا، فَلَّما كان بَعْدَ أَيَّامٍ لَقِيَني صَدِيقٌ لي فقال: إِنَّ فُلانًا يَحْفَظُ عليك في مَجْلِسِكَ العَام أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بكَذَا وكَذَا (a)، وأعَادَ عليَّ ألْفَاظِي بعَيْنها، فقُلْت: من أَيْنَ لَكَ هذا؟ فقال لي: إنِّي الْتَقَيْتُ (b) بكَاتِبِ مَاهِرٍ بالسَّامْيَا فكان يَسْبِقُك بالكِتَابَة في كَلَامِك. وهذا القَلَمُ يَتَعَلَّمُه المُلُوكُ وجِلَّةُ الكُتَّاب ويُمْنَعُ منه سَائِرُ النَّاس لجَلالَتِه.

جاءَنا من بَعْلَبَك في سَنَة ثَمَانٍ وأَرْبَعِين <وثَلاث مائة> رَجُلٌ مُتَطَبِّبٌ زَعَمَ أَنَّه يَكْتُب بالسَّامْيَا فجَرَّبْنَا عليه ما قال فأصَبْنَاه، إذا تَكَلَّمْنَا بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ أَصْغَى إليها ثم كَتَبَ كَلِمَةً، فَاسْتَعَدْنَاهَا فَأَعَادَهَا بِأَلْفاظِنَا.

قال جَعْفَرُ بن المُكْتَفِي (١): السَّبَبُ الذي من أَجْلِه تَكْتُبُ الرُّومُ من اليَسَار إلى اليَمِين، أنَّهمُ يَعْتَقِدُون أَنَّ سَبِيلَ الجَالِسِ أنْ يَسْتَقْبِلَ المَشْرِقَ فِي كُلِّ حَالَاتِه، فإِنَّه إذا


(a) ك ١: بكلمة ى وكذا.
(b) ب: لقيت.