للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَالُهُ وما كَسَبَ وامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ﴾ (١) [المَسَد]. ﴿الله الوَاحِدُ الصَّمَد﴾ (٢) [الإخْلاصِ].

فذلك مَائَة سُورَة وعَشْر سُوَر (٣). وفي رِوَايَةٍ أَخْرَى: الطُّور قبل الذَّارِيَات.

قال ابْنُ شَاذَان، قال ابْنُ سِيرين: وكان عبدُ الله بن مَسْعُود لا يَكْتُبُ المُعَوَّذَتَيْن في مُصْحَفِه ولا فَاتِحَة الكِتَابِ، ورَوَى الفَضْلُ بإسْنَادِهِ عن الأَعْمَشِ قال في قَوْلِهِ في قَرَاءَة عبد الله: حم سق (٤).

قال محمَّدُ بن إسْحَاق: رَأَيْتُ عِدَّةَ مَصَاحِف ذَكَرَ نُسَّاخُها أَنَّهَا "مُصْحَفُ ابن مَسْعُود"، ليس فيها مُصْحَفَيْن مُتَّفِقَيْن وأكْثَرُها في رَقٍّ كبير النَّسْخ، وقد رَأَيْتُ مُصْحَفًا قد كُتِبَ منذ نحو مائتي سَنَة فيه فَاتِحَةُ الكِتاب (٥). والفَضْلُ بن شَاذَان أَحَدُ الأئِمَّة في القُرْآن والرِّوَايات فلذلك ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ دُونَ مَا شَاهَدْنَاهُ.


(١) في مُصْحَف عُثْمَان: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)﴾.
(٢) في مُصْحَف عُثْمَان: ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ * الله الصَّمَد * … ﴾.
(٣) تَشْتَمِلُ هذه القائمة على ١٠٥ سورة فقط.
(٤) قارن مع ابن أبي داود السجستاني: كتاب المصاحف ٥٤ - ٧٣؛ A. JEFFERY، Materials for the History of the Text of the Qur'ân : The Old . Codices، Leiden - E.J. Brill ١٩٣٧، pp. ٢٠ - ١١٣ ولاحَظَ جيرد ريدجير بوين الذي دَرَسَ مصاحف صَنْعاء القديمة، التي كُشِفَ عنها في سَقْفِ الجامع الكبير سنة ١٩٧٢، أن من بينها عَدَدًا من المصاحف المكتوبة بالخط الحجازي تتبع في قِرَاءَتَها وفي ترتيب سُورِها مُصْحَف عبد الله بن مَسْعُود (PUIN، GERD - R.، Observat ions on Early Qur'ân Manuscripts in San'â'" in S. WILD (ed.)، The Qur'ân as Text، Leiden - E.J. Brill ١٩٩٦، pp. ١٠٧ - ١١) .
(٥) وهي غير مَوْجُودَة في رواية ابن شَاذَان. ويَبْدُو أَنَّ "مُصْحَفَ عبد الله بن مَسْعُود" ظَلَّ مُتَدَاوَلًا بين الشِّيعَة حتى نهاية القرن الرابع الهجري، فقد ذَكَرَ تاجُ الدِّين السُّبْكي خَبَرَ وُقُوعِ فِتْنَةٍ ببغداد بين أهْلِ السُّنَّة والشِّيَعة سنة ٣٩٨ هـ /١٠٠٧ م "بسبب إخْرَاجِ الشِّيعَة مُصْحَفًا قالوا إِنَّه مُصْحَفُ ابن مَسْعُود، وهو يُخالِفُ المصاحِفَ كلَّها، فثارَ عليهم أهْلُ السُّنَّة وثَارُوا هم أيضًا. ثم آل الأمْرُ إلى جَمْعِ العُلَماءِ والقُضَاةِ فِي مَجْلِسٍ، فَحَضَرَ الشَّيْخُ أبو حَامِد الإسْفَرَاييني وأُحْضِرَ المُصْحَفُ المُشَارُ إليه فأَشَارَ الشَّيْخُ أبو حَامِد والفُقَهَاءُ بتحريقه، ففُعِلَ =