للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِصْر ووَرَقٌ صِينِيٌّ ووَرَقٌ تِهَامِيٌّ وجُلُودُ أدَم ووَرَقٌ خُرَاسَانِيّ فِيها تَعْليقاتُ لُغَةٍ عن العَرَب وقَصَائِدُ مُفْرَدَات من أَشْعَارِهم، وشيءٌ من النَّحْوِ والحِكَايَات والأَخْبَارِ والأَسْمَارِ والأَنْسَابِ، وغير ذلك من عُلُومِ العَرَب وغيرهم. وذَكَرَ أَنَّ رَجُلًا من أهْلِ الكُوفَة - ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ - كان مُسْتَهْتَرًا (١) بِجَمْعِ الخُطُوطِ القَديمَة، وأَنَّه لمَّا حَضَرَتْه الوَفَاةُ خَصَّه بذلك لصَدَاقَةٍ كانت بينهما وإفْضَالِ من محمَّد بن الحُسَيْن عليه ومُجانَسَة بالمَذْهَب، فإنَّه كان شِيعيًّا. فرَأيْتُها وقَلَّبْتُها فَرَأَيْتُ عَجَبًا! إِلَّا أَنَّ الزَّمَانَ قد أخْلَقَها وعَمِلَ فيها عَمَلًا أَدْرَسَها وأحْرَفَها، وكان على كُلِّ جُزْءٍ أو وَرَقَةٍ أو مَدْرَجٍ، تَوْقِيعٌ بخُطُوطِ العُلَماء وَاحِدًا إثر وَاحِدٍ، يَذْكُر فِيهِ خَطَّ مَنْ هُوَ، وتحت كُلِّ تَوْقِيعٍ تَوْقيعٌ آخَر، خمسة وسِتَّة من شَهَادَات العُلَماءِ على خُطُوطِ بعضٍ لبَعْض. ورَأَيْتُ في جُمْلَتها مُصْحَفًا بخَطِّ خَالِد بن أبي الهَيَّاج (٢) صَاحِب عليٍّ . ثم وَصَلَ هذا المُصْحَفُ إلى أبي عبد الله بن حَاني، . ورَأَيْتُ فيها بخُطوطِ الأئِمَّة من الحَسَن وإلى الحُسَيْن . ورَأَيْتُ عِنْدَهُ (a) أَمَانَاتٍ وعُهودًا بخَطِّ أمير المُؤْمنين عليٍّ وبخَطِّ غيره من كُتَّابِ النَّبيِّ ، ومن خُطُوطِ العُلَمَاءِ في النَّحْو واللُّغَة مثل: أبي عَمْرو بن العَلاء وأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ والأَصْمَعِيّ وابن الأَعْرَابِيِّ وسِيبَوَيْه والفَرَّاء والكِسَائِيِّ، ومن خُطُوطِ أَصْحَابِ الحَدِيث مثل: سُفْيَان بن عُيَيْنَة وسُفْيَان الثَّوْرِيِّ والأَوْزَاعِيِّ وغيرهم.

ورَأَيْتُ ما يَدُلُّ على أَنَّ النَّحْوَ عن أبي الأسْوَد ما هذه حِكَايَتُه، وهي أَرْبَعَةُ أَوْرَاقٍ - أَحْسَبُها من وَرَقِ الصِّينِ - تَرْجَمَتُها:


(a) الأصل: عِدَّة أمانات وعهود.