للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه، بعد مَوْتِ المُبَرِّد، فسأل رَجُلٌ الزَّجَّاجَ عن مَسْأَلَةٍ، فقال لابن السَّرَّاج: "أَجِبْهُ يا أبا بَكْر"، فأجَابَه فأخْطأ، فانْتَهَرَه الزَّجَّاجُ وقال: "والله لو كُنتُ في مَنْزِلي ضرَبْتُك، ولكن المَجْلِسَ لا يَحْتَمِل هذا وقد كنَّا نُشَبِّهُكَ في الذَّكَاء والفِطْنَة بابن الحَسَن بن رَجَاء وأنت تُخْطئ في مِثْلِ هذا". فقال: "قد ضَرَبْتَنِي يا أبا إسْحَاق وأدَّبْتَني، وأنا تَارِكٌ ما دَرَسْتُ مُذْ قَرَأْتُ الكِتَابَ - يعني "كِتَابَ سِيبَوَيْه" - لأنّي تَشاغَلْتُ عنه بالمَنْطِق والمُوسِيقَى والآنَ أنا أعَاوِدُ"، فَعَاوَدَ وصَنَّفَ ما صَنَّفَ (١). وانتهت إليه الرِّئَاسَةُ بعد مَوْتِ الزَّجَّاج.

وتُوفي سنة (٢).

وله من الكُتُبِ: كِتَابُ "الأُصُول الكبير". كِتَابُ "جُمَل الأصُول". "كِتَابُ المُوجَز" صغير. "كِتَابُ الاشْتِقَاق". كِتَابُ "شَرْح سِيبَوَيْه". كِتَابُ "احْتِجَاج القِرَاءات". كِتَابُ "الشِّعْر والشُّعَرَاء". "كِتَابُ الجُمَل". "كِتَابُ الرِّيَاح والهَوَاء والنَّار". كِتَابُ "المُوَاصَلات في الأخْبَار والمُذَاكرَات" (٣).

قال أبو الحَسَن عليُّ بن عِيسى الرُّمَّانِيّ: جَرَى بِحَضْرَةِ ابن السَّرَّاج ذِكْرُ كِتَابِهِ في "الأصُولِ" الذي صَنَّفَه، فقال قَائِلٌ: "هو أَحْسَنُ من كِتَابِ المُقْتَضَب"، فقال أبو بَكْر: "لا تَقُل هكذا"، وأَنْشَدَ:


(١) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ١٨: ١٩٧ - ١٩٨.
(٢) تُوفِّي يوم الأحد لثلاث ليالٍ بقين من ذي الحجة سنة ٣١٦ هـ / ٩٢٨ م في خلافة المُقْتَدِر (ياقوت الحموي: معجم الأدباء ١٨: ٢٠٠).
(٣) ياقوت الحموي: معجم الأدباء ١٨: ٢٠٠؛ القفطي: إنباه الرواة ٣: ١٤٩؛ ابن أنجب: الدر الثمين ١٤٣؛ الذهبي: سير ١٤: ٤٨٤؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ٣: ٨٦؛ SEZGIN .F GAS VIII، p. ١٠١، IX، pp. ٨٢ - ٨٥