للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرُّوَاسِي أَسْتَاذَ الكِسَائِيّ والفَرَّاء. وقال الفَرَّاءُ: لما خَرَجَ الكِسَائِيُّ إِلى بَغداد، قال لي الرُّؤاسِيُّ: "قد خَرَجَ الكِسَائِي وأَنْتَ أَمْيَزُ (a) منه". فجِئْتُ إلى بَغداد فَرَأَيْتُ الكسائي فسَأَلْتُه عن مَسَائِل من مَسَائِل الرُّؤَّاسي، فأجَابَني بخلاف ما عِنْدِي. فغمزت <عليه> (b) قَوْمًا من عُلماء الكوفيين كانوا معي. فقال: "مالك قد أنْكَرْتَ؟ لَعَلَّك من أهل الكُوفَة". فقلت: "نَعَم"، فقال: "الرُّؤَاسِي يَقُولُ كَذَا وكَذَا وليس صَوَابًا، وسَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ كذا وكذا، حتى أتى على مَسَائِلي فَلَزِمْتُه".

وكان الرُّؤَاسِي رَجُلًا صَالِحًا. وقال الرُّؤَاسِيُّ: "بَعَثَ إِليَّ الخَلِيلُ يَطْلُبُ كِتَابِي، فبَعَثْتُ به إليه فقَرَأه ووَضَعَ كِتَابَه". قال: وفي "كِتَابِ سِيبَوَيْه": "قال الكوفي"، يعني الرواسي (١).

قال ابن دُرَسْتُوَيْهِ: زَعَمَ ثَعْلَبُ أَنَّ أَوَّلَ من وَضَعَ من النَّحْويين الكوفيين في النحو كِتَابًا، الرُّؤَاسِي. وتُوفي

وله من الكُتُبِ: "كِتَابُ الفَيْصَل"، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ (c). " كِتَابُ التَّصْغِير".


(a) الأصل: أمر، ياقوت الحموي: أسَنّ.
(b) إضافة من ياقوت الحموي.
(c) عند ياقوت بعد ذلك: وهو يروى إلى اليوم. بدلا من معاني القرآن.