للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن يُوسُف ضَرَبَه بالبَصْرَة في مَالِ احْتَجَنه من مَالِ السُّلطان ضَرْبًا مُبَرِّحًا فَتَقَفَّعَت يده.

وأصلهُ من جور مدينة من كُوَر فَارِس (١). وكان يَكْتُبُ أَوَّلًا لدَاوُد <بن يَزِيد> بن عُمَر بن هُبَيْرَة ثم كَتَبَ لِعِيسى بن عليّ على كَرْمَان. وكان في نِهَايَة الفَصَاحَة والبلاغة، كاتبًا شَاعِرًا فَصِيحًا. وهو الذي عَمِلَ شَرْطَ عَبْد الله بن عليّ على المَنْصُور وتَصَعَّبَ في الاحْتِيَاطِ فيه؛ فأَحْفَظَ ذلك أبا جَعْفَر، فلمَّا قَتَلَه سُفْيَانُ بن مُعَاوِيَة حَرْفًا بالنَّار وَقَعَ ذلك من المَنْصُور بالمُوَافِق، فلم يَطْلُب بثأره، وطُلَّ دمه.

وكان أحَدَ النَّقَلَة اللِّسَانِ الفَارِسي إلى العَرَبيّ مُضْطَلِعا باللُّغَتَيْنِ فَصِيحًا بهما (٢).

وقد نَقَلَ عِدَّةَ كُتُبٍ من كُتُبِ الفُرْسِ منها: "كِتَابُ خُدَايْنَامَه" في السِّير (٣). "كِتَابُ آئين نامه" في الآئِين (٤)؛ كِتَابُ "كَلِيلَة ودِمْنَة" (٥). "كِتَابُ مَزْدَك". كِتَابُ "التَّاج في سِيرَة أَنُوشِرْوان". كِتَابُ "الآداب الكَبِير" ويُعْرَفُ بـ "مَاقْرَاجَسْنَس". كِتَابُ "الأدب الصَّغير". كِتَابُ "اليَتِيمَة في الرَّسَائِل".


= الوافي بالوفيات ٦٣٣:١٧ - ٦٣٩؛ عبد اللطيف حمزة: ابن المقفع، القاهرة ١٩٣٧. D SOURDEL، "La biographie d'Ibn al - Muqaffa d'après les sources anciennes"، Arabica I (١٩٥٤)، pp. ٣٠٧ - ٢٣; F. GABRIELI، El art. Ibn al - Mukaffa III، pp. ٩٠٧ - ٩; MELHEM CHOKR، Zandaqa et Zindîqs en Islam au second siècle de l'hégire، Damas IFD ١٩٩٣، pp. ١٨٩ - ٢٠٩.
(١) ياقوت: معجم البلدان ١٨١:٢.
(٢) فيما يلي ١٥٠:٢.
(٣) الـ "خَدَيْنَامَة" وسماه "سير الملوك" هي قِصَّةُ التاريخ القومي الإيراني كما يَرَاهُ الأشْرَافُ ورِجَالُ الدِّين. وهي لا تُفَرِّق بين ما هو خُرافي تماما وبين ما هو شبه أسطوري وبين المعلومات التاريخية، ولعل ما تُقَدِّمه عن الساسانيين هو أكثر مادتها اقترابًا من التاريخ. (عبد العزيز الدوري: بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب ٤٦ - ٤٧).
(٤) الـ "آئين نامة" أي التقاليد والمراسيم.
(٥) وفيما يلي ٣٢٤:٢، ٣٢٥ - ٣٢٦.