للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الحَسَنُ يَكْتُبُ للرَّبِيعِ بن زِيَادٍ بخُرَاسَان، وكَتَبَ أيضًا لأُنَسِ بن مَالِك بسَابُور، نحو ثَلاثِ سنين. وهو مُمَّن بَايَعَ لابن الأشْعَث، وكان من الزُّهَّادِ العُبَّادِ. ولمَّا هُزِمَ ابْنُ الأَشْعَث وطُلِبَ أَصْحَابُه، دَخَلَ الحَسَنُ على الحَجَّاج فعاتَبَه وأمَّنَه. ثم لم يَثِق الحَسَنُ بنَاحِية الحَجَّاج، فتَوَارَى إلى أنْ ماتَ.

فمن كِلامِه يَذُمّ الحَجَّاجَ، وقد بَلَغَهُ مَوْتُه: "اللَّهمُ أَنْتَ قَتَلْتَهُ فاقْطَعْ سُنَّته". ثم قال: "أَتَانَا أُخَيْفِش أُعَيْمِش، له حَمِيمَة يَنْفُضُها شَقِيًّا مُعَذَّبًا؛ يَضْرِبُ بِأَصْدَرَيْهِ، يَنْقُضُ مذرويه، يقول اعْرِفُوني اعْرِفُوني. قد عَرَفْناكَ، فَمَقَتَكَ الله ومَقَتَكَ الصَّالِحِون. مَدَّ إليَّ كفًّا قَصِيرَة البَنَان. والله إنْ عَرِقَ فيها عِنان في سَبِيل الله قَطّ".

وللحَسَنِ من الكُتُبِ: "كِتَابُ التَّفْسِير للقُرْآن"، رَوَاهُ عنه جَمَاعَةٌ. "كِتَابٌ إلى عبد الملك بن مَرْوَان في الرَّدِّ على القَدَرِيَّة" (١).


= الجزري: غاية النهاية ١: ٢٣٥؛ ابن حجر: تهذيب التهذيب ٢٦٣:٢ - ٢٧٠؛ ابن المرتضى: طبقات المعتزلة ١٨ - ٢٤؛ الداودي: طبقات المفسرين ١: ١٤٧؛ H. RITTER، El ٢ art. al - Hasan al - Basrî' ٢٥٤ - ٥٥ ;III، pp ولأبي الفرج بن الجوزي: فضائل الحسن البصري، القاهرة ١٣٥٠ هـ؛ ولإحسان عباس: الحسن البصري، القاهرة - دار الفكر العربي ١٩٥٢؛ ٥٠ - ٤١. VAN ESS، Theologie، II، pp . J ومؤخرًا SULEIMAN A. MOURAD، Early Islam between Myth and History، Al - Hasan al - Basrî (d. ١١٠ H CE.) and the Formation of his Legacy in ٧٢٨ Classical Islamic Scholarship، Leiden - E. J. Brill (٢٠٠٥).
(١) رَوَى كتاب "تَفْسير القرآن" المعتزلي المشهور عَمْرو بن عُبَيْد ووَصَلَ إلينا في رواياتٍ كثيرة في كتب التَّفْسير. ونَشَر هلموت ريتر رسالته في الرَّدِّ على القَدَرِيَّة (. (١٩٣٣) H. RITTER، Islam XXI ٨٣ - ٦٧. pp ، وكذلك محمد عمارة في رسائل العَدْل والتَّوْحيد، القاهرة - دار الهلال ١٩٧١، وهي موجودةٌ أيضًا في ترجمته عند القاضي عبد الجبار: فضل الاعتزال ١٦٢، ٢١٥ - ٢٢٣). راجع كذلك ٩٤ - ٥٩١. F. SEZGIN، GAS I، pp؛ محمد عيسى صالحية: المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع ١٩٧:٢ - ١٩٨؛ القاضي عبد الجبار: فضل الاعتزال ٢١٥ هـ ١٦٨.