للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شَاعِرًا وأكْثَرُ شِعْرِه مُزْدَوَج، ينقل الكُتُبَ المَنْثُورة في الكَلام والفِقْه وغير ذلك إلى الشِّعْر. ونحن قد ذَكْرنا ما نَقَلَه في مَوْضِعِه من الشِّعْر والشُّعَرَاء (١). وكان جَمَاعَةٌ من العُلَماء يُفَضِّلُونَه على أبَانِ اللَّاحِقي، وله قَصِيدَةٌ نحو ثلاث مائة وَرَقَة في حُجَجِه. ولم يُرَ أحَدٌ قَوِيَ على المُخَمَّسِ والمُزدَوَجِ قُوَّته عليه، وكان أَبْرَصَ.

وتُوفِّي سَنَة عَشْرٍ ومائتين وقد عَلَت سِنُّه.

قال الجَاحِظُ: كان بِشْرُ بن المُعْتَمِر يَقَعُ في أبي الهُذَيْل ويَنْسِبُه إلى النِّفَاق. قال وهو يَصِفُه: "أبو الهُذَيْل لأن يكون لا يَعْلَم وهو عند النَّاسِ يَعْلَم، أَحَبُّ إليه من أنْ يَعْلَمَ ويكون عند النَّاسِ لا يَعْلَم، ولأنْ يكونَ من السِّفْلَة وهو عند النَّاسِ من العِلْية، أحَبُّ إليه من أنْ يكون من العِلْيَة وهو عند النَّاسِ من السِّفْلَة، ولأنْ يكون ثَقِيلَ المَنْظَرِ سَخِيفَ المَخْبَرِ، أَحَبُّ إليه من أن يكون سَخِيفَ المَنْظَرِ ثَقِيلَ المَخْبَرِ، وهو بالنِّفَاقِ أَشَدُّ إِعْجَابًا منه بالإخْلَاص، ولبَاطِلٌ مَقْبُولٌ أَحَبُّ إليه من حَقٍّ مَدْفُوعٍ" (٢).

ولبِشْرٍ من الكُتُبِ نَثْرًا، سوى ما ذَكَرْناه ممَّا نَقَلَه من الكُتُبِ نَظْمًا: كتاب "الرَّدّ على مَنْ عَابَ الكلام". كِتَابُ "الرَّدّ على الخَوَارِج". "كِتَابُ الكُفْرِ والإيمَان". "كِتَابُ الوَعِيد على المُجْبِرَة". "كِتَابٌ على كُلْثُوم وأَصْحَابِه". كِتَابُ "تَأْوِيل مُتَشَابِهِ القُرْآن". "كِتَابٌ على النَّظَّام". "كِتَابٌ على ضِرَار في المَخْلُوق". كِتَابُ "الرَّدّ على المُلْحِدِين". كِتَابُ "الرَّدّ على الجُهَّال". كِتَابُ


= فضل الاعتزال ٢٦٥ - ٢٦٦؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٠: ٢٠٣؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ١٠: ١٥٥؛ ابن حجر: لسان الميزان ٢: ٣٣ - ٣٤؛ ابن المرتضى: طبقات المعتزلة ٥٢ - ٥٤؛ الداودي: طبقات المفسرين ١: ١١٥ (وفيه أورد له النَّديم في "الفهرست" ستة وعشرين مؤلَّفًا)؛ AN. NADEREl ٢ art. Bishr b. al - Mu'tamir I، p. ١٢٨١; J. VAN Ess، Theologie III، pp. ١٠٧ - ٢٩; V، pp. ٢٨٣ - ٣٢٨.
(١) فيما تقدم ٥١٢ - ٥١٣.
(٢) ربما من "كتاب الأخلاق المَحْمُودَة والمَذْمُومَة" للجاحظ.