للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان له من الوَلَدِ حَمَّادٌ، ويُكْنى أبا إسْمَاعِيل، ومَاتَ بالكُوفَة. فمن وَلَدِ حَمَّاد: أبو حَيَّان وإِسْمَاعِيلُ وعُثْمَانُ وعُمَر. ووَلِي إِسْمَاعِيلُ بن حَمَّادٍ قَضَاءَ البَصْرَة للمَأمُون.

قال الشَّاعِرُ، وأَحْسَبُه مُسَاوِرُ الوَرَّاقِ، يَمْدَحُ أَبا حَنِيفَة: [الوافر]

إذَا مَا النَّاسُ يَوْمًا قايَسُونَا … بآبِدَةٍ مِنَ الفُتْيَا طَرِيقَهْ

أتَيْنَاهُمْ بِمقْياسٍ صَحِيحٍ … تلادٍ مِنْ طِرازِ أَبي حَنِيفَهْ

إذا سَمِعَ الفَقِيهُ بها وَعاها … وأثْبَتَها بحِبْرٍ في صَحِيفَهْ

(وقال إسْمَاعِيلُ بن حَمَّاد بن أبي حَنِيفَة: أنا إِسْمَاعِيلُ بن حَمَّاد بن أبي حَنِيفَة النُّعْمَان بن المَرْزُبَان من أَبْنَاء فارِس الأحْرَار، والله ما وَقَعَ علينا رِقٌّ قَطّ. وُلِدَ جَدِّي سَنَة ثمانين وذَهَبَ ثَابِتٌ إلى عليّ بن أبي طالِب وهو صَغِير فدَعَا له بالبَرَكَة فيه وفي ذُرِّيَّته، ونحن نرجو من الله أنْ يكون قد اسْتَجَابَ ذلك لعليٍّ؛ فإنَّ النُّعْمَانَ بن المَرْزُبَان هو الذي أهْدَى إلى عليٍّ بن أبي طالِب الفَالُوذَج في يوم النَّيْرُوز، فقال عليّ: نَوْرِزُونا كلٍّ يومٍ، وقيل كان يوم المِهْرَجَان فقال: مَهْرِجُونَا كُلَّ يومٍ. وهذا هو الصَّحِيحُ في نَسَبه) (a).

وقال بَعْضُ أصْحَابِ الحَدِيث، وهو عبد الله بن المُبارَك:

لَقَدْ زَانَ البلادَ ومَنْ عَلَيْها … إمامُ المُسْلِمِينَ أبو حَنِيفَهْ

بآثارٍ وَفِقْهٍ في حَدِيثٍ … كآياتِ الزَّبُور عَلى الصَّحِيفَهْ

فَما بالمَشْرِقَيْنِ لَهُ نَظِيرٌ … ولا بالمَغْرِبَيْنِ وَلا بِكُوفَهْ

رَأَيْتُ العَايبِينَ لَهُ سِفَاهًا … خِلافَ الحَقِّ مَعْ حُجَجٍ ضَعِيفهْ


(a) وَرَدَت كل هذه الفَقْرَة في هامش النُّسْخَة بالخَطِّ نفسه.