للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبخَطِّه أيضًا قَرَاتُ قال: ظَهَرَ رَجُلٌ من بني أبي لَهَبٍ بنَاحِيَة المَغْرِب، فحُمِلَ إلى هَارُون الرَّشِيد ومعه الشَّافِعِيّ، فقال الرَّشِيدُ للّهَبِيّ: سَمَت بك نَفْسُك إلى هذا؟ قال: وأيّ الرَّجُلَيْن كان أعْلا ذكرًا وأعْظَمَ قَدْرًا، أَجَدِّي أَم جَدُّك؟ أنت ليس تَعْرِف قِصَّة جَدِّك، وما كان من أَمْرِه. وأَسْمَعَه كُلَّ ما كَرِهَ، لأَنَّهُ اسْتَقْتَل. قال: فأَمَرَ بحَبْسِه. ثم قال للشَّافِعِيّ: ما حَمَلَك على الخُرُوجِ معه؟ قال: أنا رَجُلٌ أمْلَقْتُ، وخَرَجَتُ أضْرِب في البلادِ طَلَبًا للفَضْلِ، فَصَحِبْتُه لذلك، فاسْتَوْهَبه الفَضْلُ بن الرَّبيع، فوَهَبَه، فأَقامَ بمَدينَة السَّلام مُدَّةً.

فحَدَّثَنَا محمد بن شُجَاعَ الثَّلْجِيّ، قال: كان يَمُرُّ بِنَا فِي زِيِّ المُغَنِّين، على حِمارٍ وعليه رِدَاءٌ مُحَشًّى، وشَعْرُه مُجَمَّد. قال: ولِزَمَ محمد الحسن سَنَةً حتى كَتَبَ كُتُبَه. فَحَدَّثُونا عن الرَّبِيعِ سُلَيْمان عن الشَّافِعِيّ، قال: كَتَبْتُ عن محمَّد وَقْر جَمَلٍ كُتُبًا. وكان الشَّافِعِيُّ شَديدًا في التَّشَيُّع (a) . وذَكَرَ له رَجُلٌ يومًا مسألةً، فأجابَ فيها، فقال له: "خَالَفْتَ عليَّ بن أبي طالب"، فقال له: "ثَبِّت لي هذا عن عليّ بن أبي طالِب حتى أضَعَ خَدِّي على التُّرَاب، وأقُولَ قد أخْطَأت، وأرْجِعَ عن قَوْلي إلى قَوْلِه".

وحَضَرَ ذَاتَ يَوْمٍ مَجْلِسًا فيه بعضُ الطَّالِبيين، فقال: لا أتكلَّم في مَجْلِسٍ يَحْضُرُه أَحَدُهم، هم أحَقُّ بالكلام، ولهم الرِّئاسَةُ والفَضْلُ <والتَّقَدُّم> (b) .


(a) هنا على هامش الأَصْل بغير خطِّ النُّسْخَة: المُصَنِّفُ شِيعِيٌّ جَلْد، فأرادَ أَنْ يَفْتَخِر بالشَّافِعِي بأنَّه منهم، فكَذَبَ.
(b) إضافة من نسخة الهند.