للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كِتَابُ "التَّاريخ" ويَنْضَافُ إليه القطعان، وآخِر ما أَمَلَّ منه إلى سَنَة اثنتين وثلاث مائة (١)، وهاهُنا قَطَعَ.

وقد اخْتَصَرَ هذا الكِتَابَ وحَذَفَ أسَانِيدَه جَمَاعَةٌ، منهم: رَجُلٌ يُعْرَفُ بمحمَّد بن سُلَيْمَانَ الهَاشِمِيّ، وآخَر كَاتِبٌ يُعْرَفُ. ومن أهْلِ المَوْصِل أبو الحَسَن الشِّمْشَاطِيّ المُعَلِّم، ورَجُلٌ يُعْرَفُ بالسَّلِيل بن أحمد. وقد ألْحَقَ به جَمَاعَةٌ من حَيْث قَطَعَ إلى زَمَانِنا هذا، لا يُعَوَّلُ على إلْحَاقِهِم، لأنَّهم ليس ممَّن يَخْتَصُّ بالدَّوْلَة، ولا بالعِلْم (٢).

"كِتَابُ التَّفْسِير"، لم يُعْمَل أحْسَنُ منه (٣)، وقد اخْتَصَرَه جَمَاعَةٌ منهم: أبو بَكْر بن الإخْشِيد وغيره. "كِتَابُ القِرَاءَات". "كِتَابُ الخَفِيف


(١) وهو التَّاريخ المشهور المعروف بـ "تاريخ الأُمَم والملوك" أو "أخبار الرُّسُل والملوك". أكبر وأهَمٌ ما وَصَل إلينا من الحَوْلِيَّات المُبَكِّرَة، فاحْتَفَظَ لذلك بأكبر قَدْرٍ من التَفْصيل بالمصادر المفقودة التي لم تَصِل إلينا. وينطبق الكلام نفسه على كتابه في "التَّفْسير". وتَسْتَخْدِمُ الدِّرَاساتُ الحديثة هذين الكتابين باعْتِبارهما أهَمّ المصادر وأغْزَرَها مادَّةً بالنِّسْبَة للقرون الأولى للعلم في المجتمع الإسلامي. ويؤكِّد فؤاد سزجين أن الطَّبَرِيَّ لم يأخُذ مادَّته في هذين الكتابين من روايات شفوية أو مَصَادِرَ مُدَوَّنَة متفرِّقة، ولكنَّه نَقَلَ - مثل كل مُؤرِّخِّي عصره ومُحَدِّثيهم - مادَّته من الكُتُب التي أتيحت له والتي كان له حَقّ روايتها، ومن كُتُبٍ أخرى لم يجز بروايتها. وتُشِير سلاسلُ الإسْنَاد التي جاء بها إلى حَقِّ الرِّوَايَة مثل: "حَدَّثَنَا" و"أَخْبَرَنَا" و"كَتَبَ". ويؤكِّد سزجين على أن كُتُبَ الطَّبَرِيّ لا تُمَثِّل حَشْدًا للرِّوايات الشَّفَهِيَّة المجموعة أو الأحاديث، بل هي كُتُبٌ جامعةٌ للكتب التي أُتِيحَت للطَّبَرِيّ والتي كانت قد أُلِّفَتَ في القرنين السَّابقين عليه، حيث إنَّه لم يَسْتَخْدِم بصِفَةٍ عامَّة كُتُبَ مُعَاصِريه. (٣٢٣ - ٢٤ F.SEZGIN، ASI، pp.) ؛ وانظر كذلك جواد علي: "موارد تاريخ الطبري"، مجلة المجمع العلمي العراقي ١ (١٩٥٠)، ١٤٣ - ٢،٢٣١ (١٩٥١)، ١٣٥ - ١٩٠، ٣ (١٩٥٤)، ٦ - ٨،٥٦ (١٩٦١)، ٤٢٥ - ٤٣٦.
(٢) راجع Ibid.، ١، pp. ٣٢٦ - ٢٧.
(٣) ويُعْرَفُ بـ "جَامِع البَيَان عن تأويل آي القُرْآن"، نَشَرَ منه العلَّامة المُحَقِّق المرحوم محمود محمد شاكر ستة عشر جزءًا بالقاهرة - دار المعارف ١٩٥٥ - ١٩٦٩، وصدر مؤخَّرًا في ثلاثين مُجَلَّدًا عن مؤسَّسَة هَجَر بالقاهرة سنة ٢٠٠٢ بتحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي.