عن أَوَّلِ من تَكَلَّم في الفَلْسَفَة، فقال: زَعَمَ فُرْفُورْيُوس الصُّورِيّ في كِتَابِه "التَّارِيخ"(١)، وهو سُرْيَانِيّ، أَنَّ أَوَّلَ الفَلاسِفَة السَّبْعَة: ثَالِس بن مَالِس الأمْليسِيّ. وقد نَقَلَ من هذا الكِتَابِ مَقالَتَيْن إلى العَرَبِيّ، فقال أبو القَاسِم: كذا هو، وما أَنْكَرَه.
وقال آخَرُون: إنَّ أوَّلَ من تكلَّم في الفَلْسَفَة بوثَاغُورُسُ، وهو بُوثَاغُوْرُس بن مِنَسَارْخُس، من أهْل سامنيا.
وقال فلوطرْخُس: إِنَّ بوثَاغُورُس أَوَّلُ من سَمَّى الفَلْسَفَة بهذا الاسْم، وله رَسَائِلُ تُعْرَفُ بـ "الذَّهَبِيَّات"، وإِنَّما سُمِّيَت بهذا الاسْم لأنَّ جَالِينُوس كان يَكْتُبها بالذَّهَب إِعْظَامًا لها وإجْلَالًا.
والذي رَأيْنَا لبُوثَاغُورُس من الكُتُبِ:"رِسَالَته إلى مُتَمَرِّد صِقِلِّيَّة". "رِسَالَته إلى سِيفَانُس في اسْتِخْرَاج المَعَاني". "رِسَالَته في السِّياسَة العَقْلِيَّة". وقد تُصَابُ هذه الرَّسَائِلُ بتَفْسِير أمْلِيخِس.
قال: ثم تكلَّمَ بعد ذلك على الفَلْسَفَةِ، سُقْرَاطُ بن سُقْرَاطِيس، من أَهْلِ مَدينَة أثِينْيَة، مَدِينَة العُلَمَاء والحِكْمَة، بكَلامٍ لم يُدَوَّن منه كَثِيرُ شيءٍ.
والذي خَرَجَ من كُتُبِه:"مَقَالَةٌ في السِّيَاسَة". وقيل إِنَّ "رِسَالَتَه في السِّيرَة الجَمِيلَة" له، صَحِيح (a).