للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصحابة والتابعين سمعوا الغناء وحضروا مجالسه، بل صح أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أباحه، والأحاديث الصحيحة فى ذلك كثيرة:

منها: ما سبق ذكره عند استدلال الفريق الثانى لمذهبه بصحة بيع آلات اللهو المباح والغناء (١).

ومنها: ما جاء عند ابن ماجه (٢)، عن عائشة، قالت: دخل على أبو بكر وعندى جاريتان من جوارى الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار فى يوم بعاث قالت: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزمورة الشيطان فى بيت النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ وذلك فى يوم عيد الفطر. فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا.

ومنها: ما رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط عن عائشة (٣) أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- مر بنساء الأنصار فى عرس لهن وهن يغنين:

وأهداها لها كبشا ... يذبح فى الغد

وروحك فى البارى ... وتعلم ما فى غد

فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما يعلم ما فى غد إلا اللَّه.

وهذا الحديث قد رواه الحاكم أيضًا بلفظه عن عائشة وصححه.

ومنها ما ورد عند ابن ماجه عن الربيع بنت معوذ قالت: دخل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صبيحة عرسى وعندى جاريتان تغنيان وتندبان آبائى الذين قتلوا يوم بدر، وتقولان ما تقولان: "وفينا نبى يعلم ما فى غد".

فقال: أما هذا فلا تقولوه، ما يعلم ما فى غد إلا اللَّه.

ومنها: ما رواه البخارى وأبو داود كما عند ابن ماجه، إلا أن فيه: فقال: "دعى هذا وقولى بالتى كنت تقولين".


(١) راجع أيضًا الإحياء: ٦/ ١١٢٤.
(٢) سنن ابن ماجة: ١/ ٦١٢.
(٣) مجمع الزوائد: ٤/ ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>