للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: كتب الله مقادير الخلائق أي قدرها أو أجرى القلم على اللوح المحفوظ بتحصيل مقادير الخلائق على وفق ما تعلقت إرادته به، وأما قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سَنة: فمعناه طول الأمد وتمادي ما بين التقدير والخلق من المدة خمسون ألف سنة مما تعدون، وفيه دليل على أن الماء والعرش لم يخلق شيء قبلهما وأيهما سابق للآخر؟ الله أعلم بذلك.

٥٩ - ابن عمر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل شيء بقدر، حتى العجز والكَيْس". (١)

قلت: رواه مسلم في هذا الباب من حديث طاوس بن كيسان قال: أدركت ناسًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون: كل شيء بقدر، وسمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كل شيء بقدر وساقه.

قوله: العجز والكَيْس، قال القاضي (٢): رويناه برفع العجز والكيس عطفًا على كل، وبجرهما عطفاً على شيء، قال: ويحتمل أن العجز هنا على ظاهره وهو عدم القدرة.

وقيل: هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته قال: ويحتمل العجز عن الطاعة، ويحتمل العموم في أمر الدنيا والآخرة، والكَيْس: ضد العجز وهو النشاط والحذق بالأمور ومعناه أن العاجز قد قدر عجزه والكيس قد قدر كيسه.

٦٠ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احتج آدم وموسى عند ربّهما، فحجّ آدمُ موسى، قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته ثم أهبطّت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟، فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، وقَرّبك نجيا، فبكَم وجدتَ الله كتب التوراةَ قبل أن أُخْلق، قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدم: فهل


(١) أخرجه مسلم (٢٦٥٥).
(٢) إكمال المعلم (٨/ ١٤٣).