للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[من الحسان]

١٢١٩ - " كان بالمدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر لا يلحد، فقالوا: أيهما جاء أولًا عمل عمله، فجاء الذي يلحد فلحد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

قلت: رواه مالك مرسلًا عن هشام بن عروة عن أبيه، وروى الإمام أحمد وابن ماجه في الجنائز بمثل معناه من حديث أنس، ورواه أحمد أيضًا من حديث ابن عباس (١) وقال: كان أبو عبيدة يضرح وكان أبو طلحة يلحد.

يقال: لحدت للقبر لحدًا وألحدت له لغتان، واللحد بفتح اللام وضمها مع إسكان الحاء وهو أن يحفر في حائط القبر من أسفله إلى ناحية القبلة قدر ما يوضع الميت فيه ويسكره.

١٢٢٠ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللّحد لنا والشَّقُّ لغيرنا".

قلت: رواه الأربعة (٢) وقال الترمذي: غريب، انتهى كلامه، وفي إسناده: عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ولا يحتج بحديثه، وأخرجه ابن ماجه أيضًا من حديث جرير بن عبد الله البجلي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي إسناده: أبو اليقظان عثمان بن عمير البجلي الكوفي ولا يحتج بحديثه، وحكى ابن عدي أنه لا يتابعه عليه أحد.

والشق بفتح الشين هو: أن يحفر حفيرة كالنهر ويبني جانبيها باللبن أو غيره ويجعل بينهما شقًّا يوضع الميت فيه، ويسقف عليه، ويرفع السقف قليلًا بحيث لا يمس الميت،


(١) أخرجه مالك (١/ ٢٣١ رقم ٢٨)، والبغوي في شرح السنة (٥/ ٣٨٩)، وأخرجه أحمد (٣/ ١٣٩)، وابن ماجه (١٥٥٧)، ورواه أحمد أيضًا (١/ ٢٩٢).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٢٠٨)، والترمذي (١٠٤٥)، والنسائي (٤/ ٨٠)، وابن ماجه (١٥٥٤) و (١٥٥٥).
وفي الإسناد عبد الأعلى بن عامر الثعلبي الكوفي قال الحافظ: صدوق يَهم، التقريب (٣٧٥٥)، وانظر الكامل لابن عدي (٥/ ١٩٥٣)، أما أبو اليقظان عثمان بن عمير فقال فيه الحافظ: ضعيف واختلط، وكان يدلّس ويغلو في التشيع، التقريب (٤٥٣٩)، وانظر: الكامل لابن عدي (٥/ ١٨١٥)، وراجع أحكام الجنائز (ص ١٨٤) للشيخ الألباني -رحمه الله-.