وجود وصف الإيمان فيهما، قال الله تعالى {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}.
[من الحسان]
٢٥٤٢ - جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني عملًا يدخلني الجنة؟ قال:"لئن كنت أقصرت الخطبة، لقد أعرضت المسألة: اعتق النسمة، وفك الرقبة"، قال: أو ليسا واحدًا؟، قال:"لا، عتق النسمة أن تفرّد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها، والمنحة الوكوف، والفيء على ذي الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك، فأطعم الجائع، واسق الظمآن، ومُرْ بالمعروف، وانه عن المنكر، فإن لم تطق ذلك، فكف لسانك إلا من خير".
قلت: رواه ابن حبان في "صحيحه" والمصنف في "شرح السنة" بسند جيد، من حديث البراء بن عازب يرفعه، ولم أره في شيء من الكتب الستة. (١)
والنسمة: الروح، أي أعتق ذا نسمة، وكل دابة فيها روح فهي نسمة. والمنحة: هي الناقة أو البقرة أو الشاة، يُعطاها الرجل لينتفع بلبنها أو صوفها أو هما مدة ثم يردها إلى صاحبها.
الوكوف: الغزيرة اللبن وقيل التي لا ينقطع لبنها.
والفيء على ذي الرحم: أي العطف عليه والرجوع إليه بالبر.
قال الزمخشري: ولو رويا يعني المنحة والفيء منصوبين لكان أوجه ليكون المعطوف طباقًا للمعطوف عليه، لأن الفعل يضمر قبلها، فيعطف الفعل على مثله انتهى.
(١) أخرجه ابن حبان (٣٧٤)، والبغوي (٢٤١٩) وأخرجه البيهقي كذلك في السنن (١٠/ ٢٧٢ - ٢٧٣)، وفي شعب الإيمان (٤٣٣٥) وإسناده صحيح.