حظي كتاب "المصابيح" بمكانة عظيمة، ولقي عناية خاصة من مؤلفه فقد أخلص النية فيه، وبذل فيه من الجهد والعناية ما جعله مقبولًا لدى الخاص والعام، فاستخرج أحاديثه من كتب متفرقة ثم رتب هذه الأحاديث على الأبواب بحيث استوعب الأبواب كلها، كالعقائد، والأحكام، والسير، والآداب، والرقاق، والفتن، وأشراط الساعة، والمناقب، والفضائل، ولم يفته سوى أبواب التفسير، والمغازي.
[منهج البغوي في "المصابيح"]
بيّن البغوي طريقته في مقدمة كتابه وأوضح بعض جوانب منهجه فيه وهي كما يلي:
١ - السبب الباعث على تأليف الكتاب، وهو أن يكون عونًا للمنقطعين للعبادة.
٢ - عدم ذكره للأسانيد خوف الإطالة، واعتمادًا على نقل الأئمة، وقد يسمي الصحابي أحيانًا لمعنى دعا إليه.
٣ - تبيين اصطلاحه في تقسيم الأحاديث إلى صحاح: وهي ما أخرجه الشيخان، أو أحدهما، وحسان: وهي ما أخرجه أبو داود، والترمذي، وغيرهما من الأئمة.
٤ - إِن أحاديث قسم الحسان أكثرها صحاح بنقل العدل عن العدل، غير أنها لم تبلغ غاية شرط الشيخين في علو الدرجة من صحة الإسناد، إذ أكثر الأحكام ثبتت بطريق حسن.
٥ - اشتراط أن يشير إلى الأحاديت الضعيفة، والغريبة.
٦ - اشتراط عدم ذكر المنكر والموضوع.
٧ - إِن المقصود بهذا الكتاب هو جمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم المرفوعة، دون غيرها، من آثار الصحابة والتابعين.