للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يوم يعني: خمسمائة سنة.

قلت: رواه أبو داود في الملاحم من حديث سعيد بن أبي وقاص وسكت عليه وسنده جيد. (١)

[باب لا تقوم الساعة إلا على الأشرار]

[من الصحاح]

٤٤١٥ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم الساعة، حتى لا يقال في الأرض: الله، الله".

قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث ثابت عن أنس، والترمذي وقال: وروي عنه غير مرفوع وهو أصح. (٢)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: حتى لا يقال: في الأرض الله الله، قال النووي (٣): وهو برفع اسم الله تعالى، قال: وقد يغلط فيه بعض الناس فلا يرفعه انتهى، وقال أبو العباس القرطبي (٤): صوابه بالنصب، وكذلك قيدناه عن محققي من لقيناه، ووجهه: أن هذا مثل قولك: الأسد الأسد، والجدار الجدار، إذا حذّر عن الأسد المفترس، والجدار المائل، فهو منصوب بفعل مُضمر، أي احذر الأسد، فإن أفردوا ذكروا الفعل فقالوا: احذر الأسد، قال: وقد قيده بعضهم الله الله، بالرفع على الابتداء وحذف الخبر، وفيه بُعد، انتهى كلامه.

ولا تعارض بين هذا الحديث وبين قوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة" (٥) لأن هذه الطائفة يقاتلون الدجال، ويجتمعون بعيسى عليه السلام،


(١) أخرجه أبو داود (٤٣٥٠) ورجاله ثقات، ولكنه منقطع لأن شريحًا لم يدرك سعدًا.
وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني عند أحمد (٤/ ١٩٣) وإسناده حسن.
(٢) أخرجه مسلم (١٤٨)، والترمذي (٢٢٠٧).
(٣) المنهاج (٢/ ٢٣٤ - ٢٣٥).
(٤) انظر: المفهم للقرطبي (١/ ٣٦٤ - ٣٦٥).
(٥) أخرجه مسلم (١٥٦).