بنفسه، وتفويت بعض الحقوق؛ لأنه إن لم ينم بالنهار فهو ضرر ظاهر، وإن نام يومًا يخلف سهره فوت بعض الحقوق، بخلاف من صلى بعض الليل فإنَّه يستغني بنوم باقيه، وإن نام معه شيئًا من النهار، كان يسيرًا لا يفوت حقًّا، وكذا من قام ليلة كاملة، كليلة القدر وغيرها، لا دائمًا، لا كراهية فيه، وقد تمسك بهذا الحديث من ذهب إلى أن: صوم يوم وفطر يوم، أفضل من سرد الصوم، وإليه ذهب المتولي وجماعة من أصحابنا وفي كلام غيرهم إشارة إلى تفضيل السرد وتخصيص هذا الحديث بعبد الله بن عمرو، ومن في معناه ممن لا يطيقه، وتقديره لا أفضل من هذا في حقك.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: ولزورك عليك حقًّا، بالزاي المعجمة المفتوحة وسكون الواو وكسر الراء المهملة أي زائرك.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: في قراءة القرآن في كل سبع ليال مرة ولا تزد على ذلك، فيه الإرشاد إلى الاقتصار في العبادة، والإرشاد إلى تدبر القرآن، وقد كان للسلف عادة مختلفة فيما يقرؤون كل يوم بحسب أحوالهم وأفهامهم ووظائفهم، قال النوويّ في كتاب "آداب القرآن (١) " وأكثر ما بلغنا من ذلك أن بعضهم كان يقرأ في كل يوم وليلة: ثمان ختمات، قال: والمختار أنَّه يستكثر منه ما يمكنه الدوام عليه، ولا يعتاد إلا ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره، هذا إذا لم يكن له وظيفة عامة أو خاصة تتعطل، فإن كانت كولاية وتعليم ونحو ذلك، فليوظف لنفسه قراءة تمكنه المحافظة عليها من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة والله أعلم.
[من الحسان]
١٤٨٣ - كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يصوم يوم الإثنين والخميس".
(١) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص (٦٥ - ٦٩) ط. مؤسسة الرسالة. وذكر النووي أمثلة عديدة عن الذين ختموا القرآن في أسبوع واحد، في يوم وليلة، وفي ركعة واحدة، وفي الليل، وفي النهار، وغيرها.