للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الصيد والذبائح]

[من الصحاح]

٣١٣٠ - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أرسلت كلبك المعلّم، فاذكر اسم الله تعالى، فإن أمسك عليك، فأدركته حيًّا، فاذبحه، وإن أدركته قد قتل، ولم يأكل منه فكله، وإن أكل فلا تأكل، فإنما أمسك على نفسه، وإن وجدت مع كلبك كلبًا غيره، وقد قتل، فلا تأكل، فإنك لا تدري أيهما قتله؟، وإذا رميت بسهمك، فاذكر اسم الله، فإن غاب عنك يومًا، فلم تجد فيه إلا أثر سهمك، فكل إن شئت، وإن وجدته غريقًا في الماء، فلا تأكل".

قلت: رواه الجماعة: البخاري في الذبائح وفي غيره، ومسلم في الصيد واللفظ له، والباقون فيه مختصرًا ومطولًا مع اختلاف عن حديث عدي بن حاتم. (١)

وفي الحديث: دليل على اشتراط قصد إرسال الجارحة وأن الكلب لو استرسل بنفسه لم يحل، ولو أغراه بعد ذلك، وأن قتل الجارح الصيد لا يضر، وإن ذكر اسم الله شرط، وحمله الشافعي ومن وافقه على ذكر القلب، واستحبه باللسان جمعًا بين هذا الحديث وحديث عائشة الآتي، وإن أكل الجارح من الصيد يحرم وقدم الجمهور هذا الحديث على حديث أبي ثعلبة الذي فيه الإذن في الأكل وإن أكل الكلب، لأن حديث عدي أصح، وأنه إذا اشترك مع الكلب كلب من لا يحل ذكاته فوجد الصيد ميتًا لا يحل، وقد علله في الحديث، وأنه إذا غاب الصيد عنه يومًا، فوجده ميتًا ليس فيه إلا أثر سهمه فأكله. (٢)


(١) أخرجه البخاري (٥٤٨٣)، ومسلم (١٩٢٩)، وأبو داود (٢٨٤٨)، والترمذي (١٤٦٧)، والنسائي (٧/ ١٧٩) وابن ماجه (٣٢٠٨).
(٢) انظر: المنهاج للنووي (١٣/ ١١٢ - ١١٣)، وشرح السنة للبغوي (١١/ ١٩٢ - ١٩٧).